فضح وفد من المجتمع المدني بالأقاليم الجنوبية للمملكة خلال لقاءات عقدها مع مسؤولين رسميين بإقليم الباسك امس الثلاثاء انتهاكات حقوق الإنسان لدى البوليساريو والفظاعات التي ارتكبها ولا يزال في حق المدنيين المحتجزين في مخيمات تندوف بالجزائر . وقدم أعضاء هذا الوفد الذي ضم على الخصوص الداهي أكاي رئيس "جمعية المفقودين لدى البوليساريو "وياسين جميعة عضوة الجمعية وإحدى ضحايا الآلة القمعية للبوليساريو بالإضافة إلى محمد المختار ولد عليا وهو ضحية آخر وعضو " جمعية ذاكرة وعدالة " في لقاءات جمعتهم بكل من خيسوس لوسا أغيري مندوب الحكومة المركزية الإسبانية بإقليم الباسك وخوسي دي لافونطي نائبه وكذا آنطون إيشيفيريتا زوريلا نقيب هيئة المحامين بإقليم آلبا عروضا ركزت على إبراز الفظاعات التي تعرض لها المحتجزون في مخيمات تندوف وحالات التعذيب والقهر التي مارسها في حقهم جلادو البوليساريو. كما استعرض المتدخلون وكلهم ضحايا الممارسات القمعية وانتهاكات حقوق الإنسان على أيدي مسؤولي وقادة البوليساريو صورا من أساليب التعذيب الممنهج والوحشي الذي مارسه أفراد هذه العصابة في حق العديد من الضحايا الأبرياء الذين لم يكن لهم من ذنب سوى أنهم آمنوا في فترة من الزمن بالوهم وتبعوه إلى منطقة ( الرابوني ) حيث تعرضوا في سجون البوليساريو لأبشع أنواع التعذيب والقهر وعانوا من ممارسات تفقد الإنسان آدميته وتجعله كما قالوا " يتمنى الموت ليرتاح من عذاب البشر ". وكشف أعضاء الوفد خلال تدخلاتهم التي عززوها بصور وبيانات تؤرخ لمختلف أشكال التعذيب وآثاره على أجساد الضحايا ومنهم إضافة إلى المعتقلين الصحراويين في سجون تندوف مجموعة من الإسبان والموريتانيين وكذا العديد من الصيادين من جزر الكناري مشيرين بالأسماء إلى جلادي البوليساريو الذين مارسوا في حقهم هذه الانتهاكات . وقال الداهي أكاي رئيس " جمعية المفقودين لدى البوليساريو " إن الملف الذي بحوزتهم والذي قدموه في آخر هذه اللقاءات للمسؤولين المحليين على مستوى إقليم الباسك يضم إضافة إلى صور الضحايا وآثار التعذيب الوحشي الذي وشم أجسادهم وصور الجلادين وأسماءهم وكذا صور المفقودين قرارات المحكمة العليا الإسبانية حول الشكاية التي رفعها الضحايا ضد مجموعة من المسؤولين في البوليساريو وكذا تقارير الاستماع إلى الضحايا من طرف القضاء الإسباني. ودعا هؤلاء المسؤولين إلى دعم مطالبهم بالقصاص من الجلادين والمساعدة في التعريف بهذه الجرائم غير الإنسانية التي ارتكبها قياديون في البوليساريو في حق العديد من الصحراويين الذين زجوا بهم في السجون الرهيبة ومارسوا في حقهم أبشع أنواع التنكيل والقهر . وبدوره كشف محمد المختار ولد عليا الذي قضى سنوات في سجون البوليساريو عن الممارسات الشنيعة التي تعرض لها خلال فترة سجنه التي دامت أكثر من تسع سنوات على أيدي جلادي البوليساريو وما عاناه من تعذيب وقمع وحرق الأطراف والكي والجوع والتي تسببت في موت العديد من المعتقلين في سجون البوليساريو . أما ياسين جميعة فعرضت حالة عائلتها التي طالتها الآلة القمعية للبوليساريو وما نتج عنها من تفكك أسري واختفاء رب الأسرة الذي لا يزال مصيره مجهولا إلى الآن بينما تكابد الأم العذاب جراء التعذيب الذي مورس في حقها وهي بالسجن بعيدة عن أطفالها لمدة أربع سنوات . من جانبهم أجمع المسؤولون المحليون على مستوى إقليم الباسك خلال هذه اللقاءات على أهمية هذه المبادرة التي مكنتهم من الاطلاع على وضع ضحايا البوليساريو وما تعرضوا له من مختلف أصناف التعذيب والتنكيل. كما أدانوا هذه الممارسات التي لم تحترم لا مبادئ وحقوق الإنسان ولا كرامة البشر مؤكدين التزامهم بدراسة هذا الملف وكذا حالات التعذيب التي تضمنها والعمل على تتبعه خاصة من الناحية القانونية مع القيام بما يلزم لتحقيق العدالة.