أشادت مؤسسة "فريدريش ناومان من أجل الحرية" الألمانية بوضعية السجون بالمغرب، وذلك خلال سلسلة من الندوات عقدتها مؤخرا بكل من كالف وبريتن وكارلسروه بولاية بادن فورتمبيرغ (جنوب غرب) حول وضعية حقوق الإنسان داخل السجون. وتندرج هذه الندوات في إطار مشروع أطلقته هذه المؤسسة منذ عام 2017، بهدف إنشاء أندية لحقوق الإنسان للسجناء، يشرف عليه مدير مكتب المؤسسة بمدينة الرباط أولاف كيلرهوف والذي سبق له أن قام بزيارات ميدانية إلى العديد من السجون المغربية وأجرى محادثات مع السجناء، وكذا مع مسؤولي المؤسسات السجنية في المغرب. وخلال هذه اللقاءات، سجل أولاف كيلروف التطور الملحوظ الذي عرفته السجون بالمغرب، مستعرضا أهم الإصلاحات التي تم القيام بها تحت قيادة الملك محمد السادس، مشيرا إلى تأسيس هيئة الإنصاف والمصالحة، بناء على والتي كان من مهامها تسوية ملفات الانتهاكات السابقة لحقوق الإنسان. كما أشار أولاف كيلروف إلى التعديلات الدستورية التي تم اعتمادها، والمتعلقة بضمان حرية التجمع وحرية التعبير والتعدد اللغوي، إضافة الى التعديلات التي عرفتها مدونة الأسرة والتي تم من خلالها تعزيز مكانة المرأة داخل المجتمع، فضلا عن الإصلاحات التي عرفها جهاز القضاء بالمغرب. وبخصوص وضعية المؤسسات السجنية بالمغرب، استعرض رئيس المؤسسة الألمانية أهم المجهودات المبذولة في هذا المجال، من خلال إصلاح وعصرنة المؤسسات السجنية التي أصبحت تتوفر على المعايير الدولية الضرورية لإيواء النزلاء، ومحاربة الاكتظاظ داخل السجون عبر بناء مؤسسات سجنية جديدة والرفع من الطاقة الإيوائية لحظيرة السجون، وتأهيل السجناء وإعادة إدماجهم في المجتمع عبر مجموعة من برامج التكوين الحرفية والفنية وبرامج التعليم، إضافة الى تحسين ظروف السجناء. وتعتبر مؤسسة "فريدريش ناومان من أجل الحرية" منظمة غير حكومية ألمانية تعمل من أجل تعزيز الحريات المدنية والكرامة الإنسانية والسلام في العالم. وقد تأسست في عام 1958 عل يد تيودور هويس أول رئيس لجمهورية ألمانيا الفيدرالية وهي منتسبة للحزب الليبرالي الديمقراطي.