شهدت مدينة الدارالبيضاء، مساء أمس الجمعة، مسيرة احتجاجية ضد سياسات الحكومة الحالية بخصوص التغيرات المناخية، شارك فيها مئات الأشخاص من مختلف الفئات العمرية، من أجل تنبيه الفاعل السياسي إلى خطورة ارتفاع انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، داعين إلى ضرورة التكيف مع تداعيات التغير المناخي، الذي يعني المملكة أيضا بفعل الفيضانات الأخيرة التي شهدتها بعض البوادي. وصدحت حناجر التلاميذ والأطفال، الذين حجوا إلى منطقة "عين الذياب" بالعاصمة الاقتصادية، بمجموعة من الشعارات السياسية المتنوعة، من قبيل: "هذا عار هذا عار.. هدشي ماشي معقول"، "بيئتنا، حقوقنا"، "خليها لولادك نقية"، "المناخ في خطر"، وغيرها من الشعارات التي وحدت مختلف الأطياف الجامعية والتلاميذية والحقوقية والبيئية. في هذا الصدد، يقول أمين الحواتي، تلميذ يتابع دراسته في السنة ثانية باكالوريا، إن "المحتجين، الذين حضروا إلى مدينة الدارالبيضاء، يهدفون إلى إيصال رسالة عامة إلى العالم أجمع، مفادها أن المناخ في خطر؛ وهو ما يستدعي ضرورة التحرك على الفور، من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه خلال الظرفية الحالية". ويضيف التلميذ عينه، في تصريح أدلى به لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "العديد من الفئات العمرية التحقت بالمسيرة الاحتجاجية، بينما يُرتقب أن تصل مجموعات أخرى"، ثم زاد مستدركا: "سترتفع درجة الحرارة في غضون العشرين سنة المقبلة بدرجتين حراريتين مئويتين، وسترتفع بسبع درجات إضافية بعد مرور مائة سنة؛ الأمر الذي يهدد وجودنا على كوكب الأرض". أما خديجة البركي، طالبة جامعية، فقد أكدت أنها "تشارك في المسيرة الاحتجاجية من أجل تحسيس الناس بخطورة ظاهرة الاحتباس الحراري، بحيث نحاول بعث رسالة إلى أصحاب القرار السياسي بهدف إقناعهم بالتحديات المناخية"، مشددة على أن "جميع الشرائح العمرية شاركت في المسيرة الوطنية". وتوضح الطالبة الجامعية، في سياق حديثها عن دوافع تنظيم الحدث العالمي، أنه "يجب الحد من تلوث الهواء المنبعث من المصانع الكبرى، وهو ما يستلزم أهمية التشاور مع الأساتذة الجامعيين والخبراء في المجال البيئي لإعداد السياسات الحكومية"، مشيرة إلى أنه "ينبغي وضع دراسات بيئية قبل إنجاز أي مشروع صناعي، مقابل التركيز على مشاريع التنمية المستدامة بما يضمن أمن العالم". يشار إلى أن مختلف الهيئات المدنية النشيطة في المجال البيئي نظمت مئات الوقفات الاحتجاجية في مختلف بقاع العالم، الجمعة، من أجل انتقاد السياسات الحكومية الدولية بشأن التغيرات المناخية، استجابة للنداء الذي وجهته الطفلة السويدية غريتا تونبرغ، بحيث وجهت تحذيرات إلى المنظومة الدولية بخصوص عواقب الاحتباس الحراري.