على أنغام موسيقية هنغارية عريقة والنشيد الوطني الهنغاري، افتتح المعرض الوطني للزراعة والغذاء دورته التاسعة والسبعين، اليوم الخميس بالعاصمة الهنغارية بودابست، التي اختارَت المغربَ ضيف شرف. محمد الصادقي، الكاتب العام لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتّنمية القروية والمياه والغابات، قال إن للمملكة المغربية شرفًا كبيرًا للمشاركة في المعرض الفلاحي للزراعة والغذاء بهنغاريا، معبّرا عن السعادة الكبرى للمغرب باستضافته ضيف شرف للدورة التاسعة والسبعين من المعرض. وتحدّث الصادقي، في كلمة بالحفل الافتتاحي للمعرض، عن العلاقات التاريخية والتعاون الثّنائي الذي يجمع البلدين، شاكرا الحكومة الهنغارية على كلّ ما خصّصته له على المستوى الأوروبي وفي التعاون متعدّد الأطراف. ورأى الكاتب العام لوزارة الفلاحة في استضافة المغرب ضيف شرف للمعرض فرصة جميلة لعرض غنى المملكة بعرضٍ غنيّ ومتعدد لقطاع الفلاحة المغربي، وفرصة لتطوير الشراكات والتبادلات بين المغرب وهنغاريا. وجدّد الحديث في هذا السياق عن ما يربط البلدين من علاقة تاريخية وقيمٍ مشترَكَة للحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان. واستحضر المتحدّث أمام الجمهور الهنغاري والدول المشاركة نموذج معرض الفلاحة بمكناس الذي انطلق في سنة 2006، مذكّرا بتوقيع وزير الفلاحة الهنغاري شراكة بين البلدين فيه، سنة 2017. ثم استحضر سيرورة تحديث القطاع التي تبلورت مع مخطّط المغرب الأخضر، التي أطلقها الملك محمد السادس في سنة 2008. وأكّد الصادقي أنّ العلاقات الاقتصادية بين البلدين تتقوّى، مذكّرا بأنّ المغرب ثالث الشركاء الاقتصاديين مع هنغاريا في إفريقيا، واغتنم فرصة استضافة المغرب ضيفَ شرف لدعوة المستثمرين الهنغاريين إلى اكتشاف فرص الاستثمار في المغرب. ايستفان ناغي، وزير الفلاحة الهنغاري، رحّب من جهته بالكاتب العام لوزارة الفلاحة المغربية، والمغرب الذي قُدِّم كضيف شرف للمعرض الوطني للزّراعة والغذاء، وأثنى على شراكة البلدين في تنظيم معرض (OMÉK) ومسابقة الفلاحة الأبرز ببلده التي توزّع جوائزها خلاله. وتحدّث وزير الفلاحة الهنغاري، في كلمته الافتتاحية، عن تطورات الفلاحة الهنغارية، وضرورة العمل من أجل الحفاظ على النتائج الممتازة لهذه الفلاحة وتطويرها، وحتى يكون كل المنتجين متوفّرين على التقنيات الحديثة، مقدّما في هذا السياق مثالَ الأكاديمية الزراعية الرقمية لنقل المعرفة الفلاحية بهذا البلد. كما تحدّث في سياق آخر عمّا يقدّمه المعرض الوطني للزّراعة بهنغاريا من معارف جديدة للعارضين والزّوّار. وجزم ايستفان ناغي أنّه لا يمكن النجاح في التغيير الفلاحي دون شباب، مؤكّدا ضرورة تحديث اقتصاد بلده مع الحفاظ على بيئته وموارده، مشيرا في هذا الإطار إلى أنّ الفلّاحين حليف مهم لوزارة الزراعة، وإلى أن الأرض بيتٌ مشترك، مجدّدا التأكيد على الحاجة إلى تقوية الشراكات فيه مع المغرب ضيف الشرف، وباقي دول العالم. بدوره، رحّب جاكاب إستيفان، نائب رئيس البرلمان الهنغاري، بالبعثة المغربية والكاتب العام لوزارة الفلاحة المغربية، قائلا: "نحن الهنغاريون نفهم الحكمة العربية في ما يتعلق بالزراعة وتنمية الأرض، لأن الأرض الخصبة هي الأمر الأهم". وشرح في كلمته أن هذه الأرض هي الأهمّ، لأنّه يمكن تنميتها من طرف السّكّان الذين لديهم إرادة القيام بذلك. وتحدّث السياسي الهنغاري عن السنوات المائة من عمر هذا المعرض الزراعي، وعن نصّ دستور بلاده على الحفاظ على التعدّد البيولوجي والأرض، ثم استرسل مفصّلا في المسؤولية المشتركة للحفاظ على الأرض، وتعليم الأجيال المقبلة للحفاظ على التعدد البيئي والأيكولوجي، واستعداد البلد للتّعاون العالمي من أجل قطاعها وقيمها. تجدر الإشارة إلى أن الدورة التاسعة والسّبعين للمعرض الوطني للزراعة والغذاء بالعاصمة الهنغارية بودابِست، الذي انطلقت فعالياته اليوم الخميس 26 شتنبر، سيسدل ستاره يوم الأحد 29 من الشهر الجاري. ويعرض غنى المنتجات الزّراعية والحيوانية الهنغارية، ويخصّص مكانَي عرض للمغرب لتقديم ثقافته ومنتوجاته الغذائية.