قال المدعي العام لمحكمة غرناطة الإسبانية إنه "لم يلمس وجود جريمة التحريض على الكراهية في الرسالة التي كتبها حزب "فوكس"، عبر صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك"، حول حدث اختيار فتاة مغربية قاصر ملكة جمال احتفالات بلدية أوتورا". وكان التنظيم السياسي المذكور قد عبّر عن عدم رضاه إزاء حصول الفتاة المغربية على لقب ملكة جمال تلك المناسبة الاحتفالية، قائلا: "وقع الاختيار على طفلة مغربية قضت فقط سنتين داخل التراب الإسباني، كأنه لا توجد فتاة إسبانية أخرى أجمل منها". رد المسؤول القضائي جاء على خلفية شكاية تقدمت بها عائلة مغربية لدى فرقة الحرس المدني الإسباني ببلدية أوتورا تندد من خلالها ب"الموقف العنصري لحزب VOX تجاه ابنتها"، التي اختيرت ملكة جمال حفل سنوي يقام بالمنطقة ذاتها. وأضاف المتحدث، في تصريحات نقلتها صحيفة "ABC"، أن مكتب المدعي العام تفاعل بجدية كبيرة مع شكاية الأسرة المغربية، وأنه "تبين فيما بعد غياب أي محتوى في رسالة التنظيم السياسي يمكن اعتباره مسيئا أو محرضا على الكراهية ضد الأجانب"، وفق تعبيره. وأوضحت مصادر حكومية لوكالة الأنباء "أوروبا بريس" أن فرنثيسكو إرينانديث، المدعي العام المفوض المكلف بقضايا الجرائم الإلكترونية، عمل، منذ تاريخ وضع الشكاية، على تقييم محتوى الرسالة المنشورة على الحساب الرسمي للحزب، قبل أن يقرر رفع الطابع الجرمي عن التعليق المكتوب. حري بالذكر أن الرسالة خلّفت ردود أفعال غاضبة من قبل العديد من الشخصيات السياسية والمؤسسات الرسمية، حيث سارعت بلدية "أوتورا" إلى التعبير عن "دعمها اللا مشروط للشابة المغربية ولجميع أفراد عائلتها"، معلنة رفضها "للمواقف المخجلة للحزب تجاه المهاجرين". وقالت أم الفتاة المغربية، في تصريحات خصت بها وكالة الأنباء "أوروبا بريس"، إن رسالة تنظيم سانتياغو أباسكال أضرت كثيرا بفلذة كبدها التي ظلت تبكي طوال اليوم، معبرة في السياق نفسه عن شكرها الكبير لسكان البلدة الذين استنكروا موقف التنظيم المعروف بخرجاته المعادية للمهاجرين. ودعت تنظيمات حقوقية مناهضة للعنصرية والتمييز وكراهية الأجانب إلى تنظيم وقفة احتجاجية قبالة بلدية "أوتورا" بغرض إجبار الحزب على الاعتذار على هذه الرسالة المخجلة، لاسيما أنها خلفت آثارا سلبية على نفسية الطفلة المغربية التي شعرت بالإقصاء بسبب العرق.