دق ناشطون مدنيون وجمعويون ناقوس الخطر من أجل إنقاذ غابة "لا إييبكا" بالعرائش، التي تعرف تلوثا قياسيا خطيرا يهدد سلامة الملك الغابوي، مع تراكم كميات كبيرة من الأزبال. وتحولت غابة "لا إيبيكا" إلى مطرح للنفايات الصلبة ومخلفات البناء، حيث تعمد شاحنات وعربات (تريبورتات) إلى إفراغ أطنان من الردم والأزبال بها من دون حسيب ولا رقيب، كما تتعرض لاجتثاث ممنهج لأشجارها بشكل مخيف. ويتهم الناشطون جهات معينة بتعمد القيام بذلك من أجل القضاء على الغابة والتوسع إسمنتيا مكانها، إذ تقلصت المساحات التي غرست بأشجار البلوط جنوبا إلى ما يقارب النصف. وأمام هذه الوضعية الكارثية، تقدمت هيئات من المجتمع المدني بالعرائش بمناشدة للسلطات المحلية وكتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة والمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر من أجل التدخل لإنقاذ غابة "لا إيبيكا"، وتشكيل دوريات مراقبة دائمة لوقف الرمي العشوائي للأزبال والنفايات بالفضاءات الغابوية التي تتوفر عليها المدينة. وتعد غابة "لا إيبيكا" المنتزه والمتنفس الوحيد لمدينة العرائش المشهورة بنسبة رطوبتها العالية، كما تشكل حصنا طبيعيا ضد المخاطر البيئية والصحية والمؤثرات البحرية القادمة من المحيط الأطلسي؛ وهو ما تنبه إليه الاستعمار الإسباني، إذ عمد إلى إقامة حزام أخضر على طول الساحل البحري للمدينة. كما تشكل غابة "لا إيبيكا" فضاء رياضيا بامتياز، يتوفر على ملاعب رياضية لكرة القدم ومساحات مهمة لممارسة الرياضات الأكروباتية، بالإضافة إلى مدار لسباقات ألعاب القوى، سبق أن احتضن العديد من البطولات الوطنية والجهوية.