قال باحثون أستراليون، إنهم طوروا لقاحًا جديدًا نجح في استهداف مرض السل، ووفر حماية كبيرة ضد أكبر قاتل بين الأمراض المعدية في العالم، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول التركية. اللقاح طوره باحثون بمعهد "سينشري" لبحوث السل وجامعة سيدني في أستراليا، ونشروا نتائج تجاربهم في دورية (Journal of Medicinal Chemistry) العلمية. واستغرق البرنامج البحثي الأسترالي الذي يستهدف هذا المرض الفتاك أكثر من 5 سنوات من الجهد، وخلال هذه الفترة، نجح فريق البحث في تطوير لقاح جديد للسل. وأظهرت التجارب التي أجراها الفريق على الفئران، أن اللقاح الجديد، يوفر حماية كبيرة ضد السل، حيث أظهر فاعليته في مكافحة المرض. وقالت الدكتورة آنيليز آشهورست، الباحثة المشاركة في الفريق "إن السل يمثل مشكلة صحية ضخمة في جميع أنحاء العالم، إنه ناجم عن بكتيريا معدية تصيب الرئتين بعد استنشاقها". وأضافت أن اللقاح الجديد اعتمد على اثنين من الببتيدات (البروتينات الصغيرة) التي توجد عادة في بكتيريا السل، ثم تم ربطها بإحكام مع مادة مساعدة "منبه" كانت قادرة على بدء الاستجابة المناعية في الرئتين ضد السل". وتابعت: "أظهرت نتائج أبحاثنا أن اللقاح الجديد نجح في تحفيز خلايا جهاز المناعية التائية المعروفة بأنها تحمي من السل، وذلك لمقاومة العدوى". فيما أكد البروفيسور وارويك بريتون، رئيس معهد "سينشري" لبحوث السل، الباحث المشارك في الفريق: "يوجد حاليًا لقاح وحيد لمرض السل يُعرف باسم (BCG)، وهذا فعال فقط في الحد من خطر الإصابة بالسل بين الأطفال". وأضاف أن لقاح (BCG) فشل في منع العدوى أو توفير حماية طويلة الأجل للأفراد الأكبر سنًا، ولا يعتبر مناسبًا للأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي، لذلك كانت هناك حاجة ماسة لتطوير لقاحات أكثر فعالية لإنقاذ الأرواح". وعن اللقاح الجديد، أشار إلى أن "الشيء المهم هو أن اللقاح الجديد يصل بالفعل إلى الرئتين، باعتبارهما المكان الذي نشاهد فيه السل للمرة الأولى، في النهاية، نود أن نرى شكلاً من أشكال هذا اللقاح متاحًا للاستخدام على هيئة بخاخ للأنف يتم استنشاقه بسهولة ليوفر حماية من مرض السل مدى الحياة". وأنهى البروفيسور بريتون حديثه قائلا: "على الرغم من أن هذه النتيجة لا تزال بعيدة وربما تستغرق عدة سنوات، إلا أننا نسير بالتأكيد في الاتجاه الصحيح، وستكون خطواتنا التالية هي تحديد ما إذا كان يمكن تطوير لقاحنا الجديد إلى شكل مناسب للاستخدام لدى البشر". ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن حوالي ثلث سكان العالم لديهم ما يسمى عدوى السل الكامنة، ما يعني أنهم أصيبوا ببكتيريا السل، لكنهم ليسوا مصابين بالمرض ولا ينقلونه. ويتعرض الأشخاص المصابون ببكتيريا السل لخطر الإصابة بمرض السل بنسبة 10%، ويمكن أن يصيب الشخص المصاب ما بين 10 إلى 15 شخصا آخرين سنويا. ويصاب 10.4 ملايين شخص سنويا بالسل، يتوفى منهم 1.8 مليون شخص حول العالم، وتحدث 95% من الوفيات الناجمة عن المرض في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، وفقا للمنظمة. وينتقل المرض عن طريق الرذاذ المتطاير الذي يحمل البكتيريا، إضافة إلى اللمس واستعمال أشياء شخص مصاب، خاصة الملابس وفرشاة الأسنان ومناشف الغسيل، وغيرها.