"الشيخ".. هكذا تسمي ساكنة المنطقة شاطئ سيدي محمد بن عبد الله، الموجود بنفوذ جماعة مير اللفت على بُعد 45 كلم من تزنيت في اتجاه سيدي إفني، المشتهر برماله الذهبية وصخوره ذات ألأشكال المتميزة التي حولته إلى موقع سياحي ذي مناظر طبيعية خلابة، لينافس بذلك العديد من الشواطئ المحاذية كإمي نتركا وسيدي إفني وأكلو. ويعتبر شاطئ سيدي محمد بن عبد الله بمير اللفت من بين أبرز الواجهات البحرية بالجنوب، لما يتميز به من مقومات ثقافية وطبيعية وتاريخية عديدة، جعلته قبلة مفضلة لآلاف المصطافين المغاربة والأجانب الباحثين عن الهدوء والاستجمام. بنية تحتية ضعيفة على الرغم من كل ما لشاطئ الشيخ من مميزات، فإنه يعاني من عدة إكراهات لازمته لسنوات طويلة وجعلته عرضة للإهمال والتقصير من طرف الجهات المسؤولة على جميع المستويات، في انعدام تام لمستوقفات مبلطة قادرة على احتواء سيارات الزائرين، ونقص حاد وانقطاع متكرر للماء الصالح للشرب، وضيق الطرقات وانعدام مرافق صحية في المستوى ومناطق خضراء وغيرها من متطلبات العيش الضرورية. غلاء الأسعار أول ما صادفته هسبريس فور وصولها إلى شاطئ الشيخ هو شجار بين صاحب مقهى وبين أحد المصطافين بسبب ثمن طاجين وصفه الأخير بغير المعقول، الشجار الذي تحول فيما بعد إلى عراك بين الطرفين قبل تدخل بعض الحاضرين لتهدئة الوضع، وسط إصرار المتضرر على حضور الدرك للمعاينة؛ وهو ما رفضه صاحب المقهى مفضلا الابتعاد، وإرسال أحد مستخدميه لمفاوضة الطرف الآخر في الثمن. "عندي 56 سنة وما خليت قنت فالمغرب وعمري ماشفت طاجين ديال نص كيلو دجاج بمائة درهم، نعل الشيطان أوليدي راكوم خرجتو على هاد لبلاد" حالة شجار مماثلة عاينتها جريدة هسبريس بين نادل وبين زائر يتحدث بلهجة مراكشية معبرا عن استنكاره للأسعار المرتفعة التي تلاحق المصطافين بشاطئ سيدي محمد بن عبد الله، قبل أن يعمد إلى أداء المبلغ المطلوب منه والانصراف بعد إلحاح من زوجته. تراكم الأزبال "هذه المرة الثانية التي أحل فيها بمير اللفت للاصطياف رفقة أفراد عائلتي بعد المرة الأولى سنة 2014، وكنت آمل أن أجد الوضع قد تغير، خصوصا في ما يتعلق بالنظافة التي تعد النقطة السوداء الأكبر بهذا الشاطئ؛ لكن للأسف لا شيء تغير، وما زالت الأزبال تعيق راحتنا كمصطافين وتنتشر هنا وهناك في غياب تام للمسؤولين" يقول محمد وهو زائر من مدينة تازة في تصريح لهسبريس. وأضاف المتحدث ذاته: "سيدي محمد بن عبد الله شاطئ جميل، ويستهوي المغاربة من جميع المدن؛ لكن يجب على المسؤولين أن يبذلوا مجهوادت أكبر في ميدان النظافة، باعتبارها واحدة من المعايير التي تصنف من خلالها الشواطئ ومن تم الحصول على اللواء الأزرق وبالتالي استقطاب عدد أكبر من المصطافين". صرخة مسؤول في تعليق له حول الوضع القاتم الذي تعيشه شواطئ مير اللفت، قال أحمد دزيداز، عضو المجلس الإقليمي لسيدي إفني: "للأسف الشديد، بعد معاينتي للواقع وما لامسته اليوم بالوجهة الأولى السياحية بالإقليم.. أخجل من نفسي أن أبوح أمام العامة أنني منتخب بذات الإقليم المسمى سيدي إفني، كلنا مسؤولون ويجب تطبيق مبدأ المسؤولية والمحاسبة من أعلى هرمها إلى أدنها، والرسالة موجهة إلى الكل". وأضاف المسؤول ذاته، في تدوينة نشرها على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "واجهة بحرية تمتد على مساحة 70 كيلومترا مربعا، ومؤهلات سياحية وبحرية وفلاحية وصناعية في غياب استثمارات ضخمة لتأهيل المنطقة من امتصاص البطالة وإنعاش الحركة الاقتصادية والتجارية والثقافية بالإقليم، لو تم استثمارها بالشكل الأمثل لكانت نواة حقيقية للنمو على كافة المستويات ولحققت تنمية مستدامة للساكنة المحلية ولزوارها من جميع أنحاء هذا الوطن العزيز. وختم عضو المجلس الإقليمي لسيدي إفني التدوينة ذاتها بالقول: "لقد بح صوتي ، من خلال جميع اللقاءات الرسمية وغيرها.. وأعود وأكرر وأقول للجميع: أنتم مسؤولون على هذا الوضع.. اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد".