لا حديث هذه الأيام داخل عمالة إقليم بنسليمان سوى عن رئيس جماعة بئر النصر القروية، المنتمي إلى حزب التقدم والاشتراكية، والذي اختفى عن الأنظار منذ ما يزيد عن شهرين، ورفضه المثول أمام عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، للاستماع إليه بخصوص اتهامات موجهة إليه. وأكد أعضاء بالجماعة القروية المذكورة، والمعروفة ب"قندهار الشاوية" بالنظر إلى فقرها، أن الرئيس اختفى عن الأنظار ولَم يعد يظهر له أثر؛ وهو الوضع الذي جعل مصالح الجماعة متوقفة، وأثر بشكل سلبي على المواطنين وأضر بمصالحهم. ووجّهت عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء عدة استدعاءات إلى الرئيس المذكور، من أجل المثول أمامها للاستماع له بخصوص الشكايات والاتهامات الموجهة إليه من لدن معارضيه بقيادة الرئيس السابق؛ غير أنه لم يستجب لها، واختفى عن الأنظار. وحسب مصادر من المعارضة في الجماعة القروية، فإن الأعضاء وجهوا اتهامات ثقيلة إلى الرئيس، في شكايات وضعت على مكتب الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، والذي أمر بفتح تحقيق فيها والاستماع إلى الإطراف المعنية؛ بيد أن الرئيس المشتكى به لم يستجب للاستدعاءات المتكررة من لدن الفرقة الوطنية. وأكدت مصادر جريدة هسبريس الإلكترونية أن منتخبين في المجلس الجماعي تحدثوا، في شكاياتهم، عن أن الرئيس يتواطأ في استخلاص المداخيل، ناهيك على صرفه اعتمادات اللوازم الخاصة بالمكاتب دون توريدات، كما يلزم الموظفين باقتناء مستلزمات العمل. وضمّن هؤلاء المنتخبون، أيضا في الشكايات ذاتها، قضية المحروقات، التي شددوا على كونها مبالغ فيها؛ ذلك أنه "يتم صرف 12 مليون سنتيم سنويا، بينما الآليات كلها معطلة باستثناء سيارة المصلحة الخاصة بالرئيس، فيما يتكلف المواطنون بتزويد سيارة الإسعاف بالبنزين، والآباء بتزويد سيارات النقل المدرسي به". ولَم يقتصر الحال على الخروقات سالفة الذكر فحسب؛ بل إن عضو حزب التقدم والاشتراكية وجهت إليه اتهامات ثقيلة، من قبيل إنجاز صفقات بمبالغ ضخمة وبدون مردودية على المواطنين، إلى جانب استخلاص مبالغ مالية باسم موظفين موسميين أشباح خلال سنة 2018 عبر القيام بطبع بطاقات وطنية لبعض المواطنين كدليل على صرفها لهم. وفِي انتظار ظهور الرئيس، وجّه هؤلاء المنتخبون المعارضون رسالة إلى سمير اليزيدي، عامل إقليم بنسليمان، مطالبين بضرورة تفعيل المساطر الإدارية المتعلقة بالعزل، بالنظر إلى غياب الرئيس لما يزيد عن شهرين، طبقا لمقتضيات القانون التنظيمي المتعلق بالجماعات. جدير بالذكر أن رئيس جماعة بئر النصر القروية، المنتمي إلى حزب التقدم والاشتراكية، سبق أن أدين بعقوبة حبسية غير نافذة إثر ارتكابه حادثة سير بمدينة تمارة وفراره من مكان الحادث. كما جرى إيقافه من قبل الشرطة القضائية ببنسليمان بتهمة إصدار شيك بدون رصيد، إثر مذكرة بحث وطنية صادرة عن أمن تمارة.