نفى مجلس الجماعات اليهودية المغربية أن يكون الحاخام يشيهوا بينتو مرشّحا لمنصب حاخام المغرب الأكبر، وأضاف أن تعيين الحاخام الأكبر في المجلس سيتمّ على أساس لائحة ترشيحات جدّيّة للحاخامات الكبار المغاربة، أو من أصل مغربي، بناء على معايير الكفاءة، والتجربة، والتوصيات المتينة. ويأتي بيان سيرج بيرديغو، أمين عام مجلس الطوائف اليهودية المغربية، ردا على عريضة عمّمها أعضاء بالطائفة اليهودية المغربية، تدعو إلى اختيار القاضي يوسف إسرائيل حاخاما أكبر للمغرب، وتنتقد "الصدى المقلق الذي وصلها" حول "محاولة لتقديم الحاخام يشيهوا بينتو إلى الملك محمد السادس ليشغل هذا المنصب المهمّ جدا داخل الجماعة اليهودية". وجاء بيان مجلس الطوائف اليهودية المغربية بعد استمرار شغور منصب "حاخام المغرب الأكبر" لمدّة تقارب سنة، بعد وفاة أهارون مونسينيغو، آخر متقلّدي هذا المنصب، بمدينة القدس في اليوم السابع من شهر غشت من السنة الماضية 2018، بعدما بقي في منصبه هذا منذ عام 1998. وذكّر بيان مجلس الطوائف اليهودية المغربية بأنّ صفة "حاخام المغرب الأكبر" سبق أن تقلّدها رئيس المحكمة الحاخامية العليا، المحذوفة عام 1967، ما جعل المغرب يشهد عدم تعيين أي حاخام أكبر في الفترة الممتدّة ما بين 1967 و1977، إلى أن قام مجلس الجماعات اليهودية بالمغرب باتفاق مع الوزارة الوصية بتخويل تعيين القائد الروحي لليهودية المغربية، الذي يحمل صفة حاخام المغرب الأكبر، مع مجلس الجماعات اليهودية المغربية. واستحضر البيان نفسه أن آخر حاخامات المغرب الكبار الذين كانوا رؤساء المحكمة الحاخامية العليا كان هو الحاخام صول دانان، بينما كان أوّل حاخام عيّنهُ مجلس الطوائف اليهودية المغربية هو الحاخام يديديا مونسينيغو عام 1977. ويؤكّد بيان بيرديغو أن دور حاخام المغرب الأكبر مختلفٌ عن دور رئيس محكمة العدل الحاخامية، ما يجعل من غير الأساسي أن يكون متقلِّدُهُ قاضيا "Dayan"، ويضيف أن هذا كان حال الحاخام الراحل أهارون مونتيسينيغو، في ردّ على ما قاله الموقّعون على عريضة تعيين الحاخام يوسف إسرائيل حاخاما أكبر للمملكة، عندما ذكروا أن من سلبيات الحاخام يوشياهو بينتو أنه ليس قاضيا. تجدر الإشارة إلى أن أصداء خلافات عميقة في صفوف الطائفة اليهودية المغربية، القاطنة بالمملكة، قد طفت على السطح في الشهور الأخيرة، حول هوية الحاخام الأكبر المقبل للمغرب، إذ تحدّث موقّعون من الطائفة، في عريضة موجّهة إلى القصر الملكي، عن "عدم منطقية" تقديم بينتو الحفيد لهذا المنصب، وعن كون رعاية سيرج بيرديغو، أمين عام مجلس الطوائف اليهودية المغربية، له قبل انتخابات الطائفة اليهودية التي أمر بها الملك محمد السادس مباشرة، "أمرا يثير قلقهم". ويُتحدّث عن الحاخام يوشياهو يوسف بينتو، البالغ من العمر 45 سنة، في وسائل الإعلام الإسرائيلية بوصفه شخصا له تأثير كبير واتِّباع عالمي، وهو حفيد الحاخام المغربي حاييم بينتو الذي حظيت "بركته" بسمعة ذائعة عندما كان الحاخام الكبير لمدينة الصويرة قبل وفاته عام 1945. وانتقل بينتو الحفيد إلى المغرب في بداية عام 2017، بعدما حوكم وسجن بتهمة رشوة ضابط شرطة كبير بدولة الاحتلال الإسرائيلي في 2014، قبل أن يعيَّن في شهر أبريل من السنة الجارية 2019 على رأس مؤسَّسَتين جرى افتتاحُهُما حديثا، هما "بيت دين اليهود المغاربة"، ومركز للدراسات التّلموذية "يشّيفا شوفا"؛ اللذَين ستوكل إليهما مهمة "التمييز بين مسؤوليات الدوائر الحاخامية، والمحاكم المغربية، ومهام الحاخامات".