طفت على السطح في الشهور الأخيرة أصداء خلافات عميقة في صفوف الطائفة اليهودية المغربية، القاطنة بالمملكة، حول هوية الحاخام الأكبر المقبل للمغرب. وعمّم أعضاء بالطائفة اليهودية عريضة تدعو إلى اختيار القاضي يوسف إسرائيل حاخاما أكبر للمغرب، نظرا للاحترام الكبير الذي تُكِنُّهُ له الطائفة بالمغرب، واعتبارا لتوفُّره على الشروط الأساسية للنهوض بهذا المنصب في الفترة المقبلة. وتأتي هذه العريضة مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لرحيل حاخام المغرب الأكبر الأخير أهارون مونسينيغو، الذي توفّي بمدينة القدس في اليوم السابع من شهر غشت من السنة الماضية (2018)، معلنة أن "الوقت قد آن لتفكّر جماعة اليهود المغاربة القاطنين بالمغرب في ترشيح حاخام أكبر جديد". وذكَّرَ نصُّ هذه العريضة بأن حاخام المغرب الأكبر، وفق التقليد والقانون، يجب أن يكون مستقرّا بالمغرب ويجب أن يكون حاخاما قاضيا، وأضاف أن يوسف إسرائيل يعرف دقائق تفاصيل جماعته اليهودية، كما أن سمعةَ نزاهته تسبقه "بين إخواننا في الدين وبين إخواننا المسلمين المغاربة". وذكّرت العريضة بأن الحاخام القاضي يوسف إسرائيل مستمر في تقاليد "الصّدّيقين" (Tsaddikim)، أو المشهود لهم بالصلاح، بتواضعه وكونه متاحا وعالما جديرا بعلمه، كما أنّه يتّصف بالصفات الإنسانية العظيمة المتمثّلة في الاستماع والطّمأنة. ودعت مجموعة اليهود المغاربة القاطنين بالبلد الموقّعة على العريضة إلى جعل يوسف إسرائيل حاخامهم الأكبر؛ لأن "صدى مقلقا" وصلهم يقول إن هناك محاولة لتقديم الحاخام يشيهوا بينتو إلى الملك محمد السادس ليشغل هذا المنصب المهمّ جدا داخل الجماعة اليهودية. وانتقدت العريضة مراكمة الحاخام بينتو "العديد من السلبيات"، من بينها أنّه إسرائيلي، ولا يتكلم العربية، وليس قاضيا (دايان)، وهي أسباب ثلاثة كبرى لعدم أهليّته للمنصب، وفق المصدر نفسه، كما أن ماضيه "صعب" بفعل التحقيق معه بتهمة الفساد في إسرائيل والولايات المتحدةالأمريكية، وتعرّضه للسجن لمدّة سنة بإسرائيل، إضافة إلى مشاكله الصحيّة العديدة. واستخلصت مجموعة اليهود المغاربة التي وجّهت هذه العريضة إلى الديوان الملكي بالرباط أن حقيقة تقديم بينتو لهذا المنصب "تبدو غير منطقية"، مضيفة أن رعاية سيرج بيرديغو، الأمين العام لمجلس الطوائف اليهودية بالمغرب، لبينتو قبل انتخابات الجالية اليهودية التي أمر بها الملك محمد السادس مباشرة، "أمر يثير قلقنا"، وفق تعبير نص العريضة. تجدر الإشارة إلى أن شهرَ أبريل الماضي عرفَ تعيينَ يوشياهو يوسف بينتو على رأس مؤسّستين جرى افتتاحُهُما حديثا هما "بيت دين اليهود المغاربة"، ومركز للدراسات التّلموذية "يشّيفا شوفا"؛ اللذَين ستوكل إليهما مهمة "التمييز بين مسؤوليات الدوائر الحاخامية والمحاكم المغربية ومهام الحاخامات". ويُتحدّث عن هذا الحاخام، البالغ من العمر 45 سنة، في وسائل الإعلام الإسرائيلية بوصفه شخصا له تأثير كبير واتِّباع عالمي. وقد انتقل إلى المغرب في بداية عام 2017، بعدما حوكم وسجن بتهمة رشوة ضابط شرطة كبير بدولة الاحتلال الإسرائيلي في 2014. ويوشياهو بينتو هو حفيد الحاخام المغربي حاييم بينتو الذي حظيت "بركته" بسمعة ذائعة عندما كان الحاخام الرئيسي لمدينة الصويرة قبل وفاته في عام 1945، وهو الحاخام الذي زارَ قبرَه جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال زيارته إلى المغرب متمَّ شهر ماي الماضي.