حلّ عدد من الأطفال الأمريكيين بمدينة الجديدة، من أجل تبادل الزيارات مع أبناء العسكريين بالقوات المسلحة الملكية، ضمن اتفاقية شراكة تجمع المؤسسة العسكرية المغربية وولاية "Utah" الأمريكية، وذلك تزامنا مع انطلاق المخيم الصيفي بمركز الاصطياف التابع للقوات المسلحة الملكية ب"عاصمة دكالة". وعملت المصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية على توفير الظروف الملائمة لاستضافة الأمريكيين من طرف أقرانهم المغاربة، إذ جرى في هذا الإطار تنظيم زيارة إلى منتجع مازاكان السياحي، عاش خلالها الأطفال المغاربة والأمريكيون ساعات من الأنشطة الترفيهية. ترفيه وتبادل ثقافات وتمثلت الأنشطة، التي واكبها مؤطرون مغاربة وأجانب، في تنظيم سباقات بالسيارات الصغيرة "Karting"، في جوّ جمع بين التنافس والترفيه، قبل أن ينتقل الجميع إلى حلبة ركوب الخيل لامتطائها والقيام بجولات على رمال الشاطئ المحاذي لمنتجع مازاكان السياحي، والاستفادة من الشروحات المقدمة لهم بخصوص تلك الرياضة. وفي تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، قالت Rachael Remund، مسؤولة عسكرية أمريكية، إن "المغرب من بين الأماكن المفضلة التي نسعد بزيارتها، خاصة مع وجود شراكة بينه وبين ولاية Utah، من أجل تبادل الثقافات والزيارات بين الأطفال المغاربة والأمريكيين، ورفع مستوى ثقتهم وتثمينهم لتلك الشراكة التي من شأنها تعزيز العلاقات المتميزة بين البلدين". أمريكيون في سهرة مغربية ونظمت المصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية، من خلال إدارة مركز الاصطياف بالجديدة، سهرة على شرف الضيوف الأمريكيين، تضمنت فقرات فنية متنوعة، استُهلّت بوصلات غنائية وفلكلورية من التراث المغربي. كما تفاعل الضيوف وأطفال المخيم مع الإيقاعات الموسيقية التي رافقت فقرات السهرة. وتميزت الأمسية، التي جرى تنظيمها بمحيط مسبح المركز، بتقديم عروض للتعريف باللباس المغربي، فيما أبدت الضيفات الأمريكيات سعادتهن بإشراكهن في عرض الأزياء وتخضيب أياديهن بالحناء؛ كما تم بالمناسبة تنظيم حفل عشاء على شرف الضيوف الأجانب، بحضور ومشاركة جميع أطفال وأطر وإداريّي المخيم. ضيافة أسرية متبادلة ويأتي حلول هؤلاء الأطفال الأمريكيين بالمغرب بعدما قام عدد من أطفال العسكريين المغاربة، الصيف الماضي، بزيارة الولاياتالمتحدةالأمريكية ضمن الشراكة ذاتها، وقاموا خلال أيام تواجدهم هناك بالتعرف على مجموعة من الأماكن بولاية Utah والمناطق المجاورة لها، بهدف الاطلاع على الثقافة الأمريكية وخلق روابط بين أبناء العسكريين المغاربة ونظرائهم الأمريكيين. وتأخذ المبادرة المذكورة طابعا أُسَريا في أغلب فتراتها، إذ تعمل أسرة كل طفل من الجانب المغربي على استضافة أحد الأطفال الأمريكيين، من أجل تقريبه من الثقافة المغربية، وإطلاعه على الموروث الثقافي المغربي عن قرب، فيما تأخذ باقي البرامج المقررة طابعا جماعيا، من خلال الزيارات الاستكشافية بعدد من المناطق بالتراب الوطني. أبناء العسكريين في مخيم الجديدة وتزامنا مع الزيارة التي قام بها الأطفال الأمريكيون إلى المغرب، انطلق المخيم الصيفي لأبناء العسكريين بمركز الاصطياف التابع للمصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية بمدينة الجديدة، والذي يستقبل كل سنة 360 مستفيدا تتراوح أعمارهم بين 9 و16 سنة، مقسّمين على ثلاث مراحل تنطلق من اليوم الرابع من شهر يوليوز إلى آخر يوم من شهر غشت. ويستفيد من المخيم أطفال العسكريين بالقوات المسلحة الملكية، سواء الذين لازالوا يزاولون مهامهم، أو المتقاعدون التابعون لمؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية لقدماء العسكريين وقدماء المحاربين، إضافة إلى أبناء العاملين بإدارة الدفاع الوطني، بعد أن يخضعوا لفحوصات طبية بالمناطق التي يتواجدون بها، وفحوصات أخرى عند حلولهم بمركز الاصطياف. أنشطة داخل وخارج المركز وحدّدت القوات المسلحة الملكية، عبر مصالحها الاجتماعية، مدة كل مرحلة من مراحل التخييم في 15 يوما، يستفيد خلالها الأطفال، ذكورا وإناثا، من عدة أنشطة ترفيهية داخل وخارج مركز التخييم، من بينها ورشات في الأعمال اليدوية، والسباحة في مسبح المركز وبشاطئ الجديدة، وأنشطة أخرى رياضية وترفيهية. ويضمّ برنامج المخيم الصيفي أيضا تنظيم زيارات خارجية لاستكشاف معالم مدينتيْ الجديدة وسيدي بوزيد، والتعرف على مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، وتفقد حديقة الحيوانات بمدينة الرباط، مع تنظيم زيارة إلى الميناء العسكري بالبيضاء قصد الاطلاع عليه وركوب الزوارق الشراعية هناك. طاقم مجنّد وفضاء متجدّد وعن البنية التحتية لفضاء التخييم، أوضحت الرقيب أمينة العلوي، مديرة مركز التخييم للقوات المسلحة الملكية بمدينة الجديدة، أن "المركز خضع لإصلاحات جوهرية سنة 2015، حتى يستجيب لحاجيات المستفيدين من خدماته، وصار يضمّ مجموعة من المرافق، كالمطبخ وقاعة الأكل وغرف النوم وقاعة المحاضرات والورشات، وفضاءات الاستقبال والإدارة والمسبح والملعب متعدد الرياضات". وفي حديثها عن العاملين بالمركز، أكدت المديرة أن "حوالي 70 عسكريا مجنّدون ليلا ونهارا، إضافة إلى 3 أطر من وزارة الشباب والرياضية مكلفين بالتنشيط"، مضيفة أن "من بين العاملين في المؤسسة طبيبة وممرضة ترافقان الأطفال داخل وخارج المركز، وتسهران طوال النهار والليل على تأمين صحتهم وسلامتهم، مع توفّر سيارة إسعاف على مدار الساعات". وأشارت المسؤولة ذاتها، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن "الساهرين على المخيم اختاروا شعار هذه السنة حول إفريقيا"، مضيفة أنه "إلى جانب الأنشطة الرياضية والفنية والترفيهية، سيتم يوم 10 يوليوز الجاري تنظيم حملة تحسيسية حول السلامة الطرقية".