احتشد المئات من ساكنة إقليم طاطا، ليلة الأربعاء، أمام بناية المركز الاستشفائي الإقليمي في وقفة احتجاجية دعت إليها هيئات مدنية وحقوقية ونقابية وسياسية، بعد حادث وفاة سيدة وجنينها الإثنين الماضي، إثر نزيف حاد نقلت على إثره نحو مستعجلات المستشفى الجهوي بأكادير، عقب عملية وضع بالمركز الصحي "تسينت" نواحي طاطا. ورفع المشاركون في الشكل الاحتجاجي شعارات، لخصوا عبرها الوضع الصحي الذي يعرفه المستشفى الإقليمي بطاطا والخدمات الصحية المتردية المقدمة لفائدة ساكنة الإقليم، نتيجة غياب التجهيزات الطبية، بما فيها قسم الإنعاش وجهاز السكانير. وطالب المحتجون عامل إقليم طاطا، والمندوبين الإقليمي والجهوي للصحة، ووزير الصحة، بالتدخل العاجل لإحداث قسم الإنعاش بالمستشفى الإقليمي وتجهيزه بكافة المعدات الطبية التي من شأنها الحد من ضحايا الإهمال الطبي الذين غالبا ما يقضون نحبهم وهم في طريقهم نحو المركز الاستشفائي الحسن الثاني بأكادير. وانتقد المحتجون سياسة الآذان الصماء التي تنهجها وزارة الصحة في التعامل مع مطلب تحسين العرض الصحي المقدم لفائدة ساكنة طاطا، بالرغم من عشرات المراسلات المطلبية والعرائض الاحتجاجية والأسئلة البرلمانية التي ما فتئت تقدمت بها جميع مكونات المجتمع المدني، من جمعيات ونقابات وهيئات حقوقية ومجالس منتخبة وبرلمانيين. الحسين داود، الكاتب الإقليمي للجامعة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل بطاطا، أكد في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية أن المستشفى الإقليمي لطاطا يعرف ترديا في الجانب المتعلق بالخدمات الصحية بسبب غياب قسم الإنعاش والنقص الحاد للأطر الطبية. وأضاف الفاعل النقابي: "لهذا، نطالب الحكومة، ومن خلالها الوزير الوصي على القطاع، بالتدخل العاجل لحلحلة هذه الأزمة وتوفير قسم الإنعاش بالمدينة لما يكتسيه من دور حيوي وفعال للحالات المرضية المستعجلة". من جانبه، قال الحسن بيان، عضو المكتب التنفيذي للجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان: "منذ مدة ليست بالهينة ونحن نطالب بجودة الخدمات الصحية وتوفير الأطر والتجهيزات الطبية الكافية بالمراكز الصحية بإقليم طاطا عامة، وبالمركز الاستشفائي الإقليمي بصفة خاصة، باعتباره الملاذ الوحيد والمقصد لساكنة الإقليم، لكن الوضع في السنوات الأخيرة أصبح يبعث على القلق، نتيجة تكرار الوفيات التي تقضي نحبها في المركز نفسه أو في الطريق بين طاطا وأكادير أو في أكادير إن كتب للضحية الوصول إليها". وإسترسل الناشط الحقوقي في تصريح لهسبريس قائلا: "هذا ناتج عن غياب قسم الإنعاش بالإقليم وكذا بعض التجهيزات الطبية المهمة، كالسكانير على سبيل المثل لا الحصر، وكل هذا يهدد المس بالحق بصحة المواطنين وكذا الحق في الحياة". وختم المتحدث بالقول: "رسالتنا كحقوقيين إلى الجهات الوصية واضحة؛ عليها أن تتحمل مسؤوليتها في إخراج هذا القسم إلى حيز الوجود، وتوفير الأطر والتجهيزات الطبية الكافية، وتنزيل شعار العدالة المجالية الذي يرفع مركزيا على أرض الواقع في طاطا عوض أن يبقى شعار لا يلمسه المواطن في حياته اليومية، فالواقع لا يرتفع كما يقال". ولم تتمكن هسبريس من أخد رأي المندوب الإقليمي للصحة بطاطا بخصوص الموضوع، رغم محاولات متكررة للتواصل معه، سواء عبر مكالمة هاتفية أو بواسطة رسائل نصية قصيرة.