في خطوة من شأنها الرفع من الاحتقان السائد بقطاع التربية والتكوين، أقدمت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي على إصدار مذكرة إقليمية من أجل تفعيل مسطرة ترك الوظيفة العمومية في حق أساتذة "الزنزانة 9"، نتيجة ما أسمته ب"الانقطاع عن العمل، منذ 22 أبريل الماضي أو بعده حسب الحالات". ووجهت المديريات الإقليمية لوزارة التربية الوطنية في كل من خنيفرة وأزيلال مذكرة إقليمية إلى المؤسسات التعليمية بالمنطقة، بغية تنفيذ مسطرة مغادرة الوظيفة العمومية، مستندة في ذلك إلى الفصل 75 من النظام الأساسي للوظيفة العمومية الذي ينص على الانقطاع عن العمل. وأمام استمرار أساتذة "الزنزانة 9" في خوض الإضراب الوطني والاعتصام المفتوح للأسبوع الثاثل على التوالي، طالبت المديريات الإقليمية لوزارة التربية الوطنية في المدن سالفة الذكر رؤساء المؤسسات التعليمية بموافاتها عاجلا بنسخ من رسائل الإنذار الموجهة إلى الأساتذة، لاستكمال بقية الإجراءات. وقد أعلنت التنسيقية الوطنية لأساتذة "الزنزانة 9" تمديد الإضراب الوطني والاعتصام الممركز بالعاصمة لمدة أسبوع آخر، بدءا من الاثنين الماضي إلى حدود السبت المقبل، مع إمكانية التمديد في حالة ما تُسميه التنسيقية "استمرار الوزارة في تعنتها تجاه هذا الملف الحارق". في هذا الصدد، قال محمد بوخريص، المنسق الوطني لأساتذة "الزنزانة 9"، إن "الإشعارات تعكس القرار الجائر الذي لا يرتكز على أي سند قانوني؛ لأن نضالاتنا مؤطرة بالفصل 29 من الدستور، الذي يقول بصريح العبارة إن الإضراب حق مشروع، إذ يمكن لأي شخص أن يُمارسه وفق القانون". وأضاف بوخريص، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الوزارة تخضع الأساتذة تعسفا للفصل 75 الذي يتحدث عن ترك الوظيفة العمومية بسبب التغيب عن العمل، بينما لسنا بأساتذة متغيبين؛ لأننا مضربون عن العمل، تبعا لما ورد في الفصل 29 من الدستور". ويأتي التصعيد، وفق التنسيقية، نتيجة "سياسة التسويف والمُماطلة، وكذا الوعود الوهمية والزائفة التي أضحت أفضل ما برع فيه كل من رئيس الحكومة ووزير التربية الوطنية، قرابة سنة ونصف من تعيينه على رأس قطاع التربية والتكوين، مُعلنين عجزا عن إيجاد حل حقيقي لأزمة أساتذة الزنزانة 9". وانتقد المصدر نفسه "العجز الذي استمر مع تعاقب الحكومات والوزراء، منذ سنة 2012 إلى حدود الساعة"، مردفا: "بل واكبت سياسة التسويف هذه أساليب الترهيب والقمع والاعتقال، التي قوبلت بها احتجاجات ومسيرات أساتذة الزنزانة 9 السلمية والحضارية على مدى 15 يوما، وآخرها حملة القمع والاعتقالات في ذكرى فاتح ماي".