انها طبيعة انسانية.. فلماذا ننكرها؟! التحرش أو المعاكسة في المجتمعات الانسانية حقيقة واقعة حتى في اكثر المجتمعات محافظة وتمسكا بالعادات والتقاليد والتزام المرأة بلباس الحشمة الكاملة! لذا لا يمكن ان تجد مجتمعا انسانيا يخلو من مثل هذه التصرفات التي يرفضها الجميع ويصفها بقلة الادب ويطالب الغالبية بقصاص المتحرش. التحرش لا يحتاج الى شرح فهو من المواضيع التي اسدل عنها الستار وتمت مناقشتها في المجتمعات بندوات او عبر الفضائيات المختلفة. وغالبا ما تقع المرأة ضحية للتحرش وضحية لصمتها وخوفها من الفضيحة، وكبت احساسها بالخوف في داخلها والهروب الى بيتها مرتجفة. عادة يبدأ التحرش بالكلام، وقد يأخذ منحى أكثر وقاحة حين يحاول المتحرش لمس اي جزء من جسد المرأة متقصد! منهم من يحاول ان يقتنص فرصة عدم وجود أحد ليحاول لكن البعض تبلغ به الوقاحة في محاولته بوجود الناس، فقد اعترفت احدى النساء في السلطنة انها اثناء جلوسها في سيارة الأجرة ورغم وجود ركاب إلا أن السائق وضع يده على جزء من جسدها متلمسا ولم يهتم لوجود أحد! الحالات متعددة وكثيرة ومنتشرة لدرجة ان دراسة حديثة كشفت النقاب على أن كل نصف ساعة تتعرض النساء في مصر للتحرش!! الأسباب يعزو كثير من الاساتذة وعلماء الاجتماع الى ان المتحرش هو شخصية غير سوية ويعاني من اضطرابات سلوكية تدفعه لهذا التصرف اضافة الى الكبت والفراغ والبطالة. لكننا هنا سنأخذ الجانب الآخر في هذا الموضوع حين نتناول النصف الآخر للحياة ألا وهي المرأة ومحاولاتها للتحرش في الرجال باختلاف الطريقة.. اليكم الحكايا!! يوسف شاب في مقتبل العمر جامعي، تحدث عن تجربته قائلا: كانت تصلني رسائل قصيرة عبر جهاز الموبايل رسائل غزل، بصراحة كانت تعجبني تستفز مشاعري وتساؤلي عمن يرسل هذه الرسائل، وكانت المفاجأة الصدمة انها استاذتي في الجامعة!! هدية تحرش!! أحمد مدير في احدى الوظائف، اعترف بانه تعرض لأكثر من مرة لتحرشات زميلاته لكنه يؤكد ان تحرش المرأة غالبا يكون رقيقا وهدفه اقامة علاقة حب وهنا تختلف عن الرجل الذي غالبا تتحكم به شهوته. يتابع احمد قوله: كانت احدى زميلاتي في العمل رغم انها متزوجة تقدم كل يوم لي وردة مع كلمات رقيقة وطبعا كنت اجاملها، لكنني شعرت انها تفهمني خطأ تماما، فطلبت نقلها من الدائرة حماية لها ولي. نعم المرأة تتحرش بي! الاستاذ حسين رجل أنيق ووسيم للغاية ابتسم قائلا: انتن النساء لا تتورعن عن استخدام اي وسيلة للفت الانتباه. لكن علينا ان نعترف ان تحرش المرأة لا يصل بمستوى تحرش الرجل رغم ان التصرف في الحالتين مرفوض. نعم أنا كرجل تعرضت لكثير من تحرشات النساء واعتقد ان امرأة ما حين تصافحني وتضغط على يدي ولا تسحب يدها الا بعد وقت هو نوع من التحرش، ولا ننسى نظرات العيون والتنهيدات كلها دعوات هادئة للرجل لمشاركتها الاعجاب او التحرش، او سمه ما شئت!! دعوة للحب سلطان يضحك قائلا: هذا موضوع حساس ويجب ان نعترف به، حقيقة يوجد تحرش من الفتيات للشباب، لماذا ننكرها ولماذا نتهم الرجل دوما بالمبادرة، لنتحدث بصراحة.. لو لا تشجيع المرأة لما تحرش الرجل والتشجيع هنا هو طريقة أزياؤها ومكياجها وحركاتها. "يمتنعن وهن الراغبات" فتاة اليوم مختلفة تماما ولديها جرأة غريبة في ان تتحرش او تغازل الشاب اذا أعجبها، في الجامعة او مكان العمل او حتى لو قابلته مصادفة في مقهى!! التحرش والمجتمع التحرش والمعاكسة، تصرفات يرفضها اي مجتمع انساني ومع ذلك تحدث طالما هنا نداء خفي يشد الخيط للأخر.. سواء أكان رجلا ام امرأة. نختصر الحديث بقول خالد الذي قال لنا: بحق والله إن مكر المرأة ليعلو مكر الشيطان، انها تنادي الرجل لأن يتحرش بها، وان فعل وصفته بقليل الادب والمجرم! وان كنا لا نتفق مع خالد في مقولته الا اننا نؤكد ان التحرش في أيامنا هذه ليس حكرا على الرجال فقط. ""