وقّع عبد اللطيف زغنون، المدير العام لصندوق الإيداع والتدبير للمملكة المغربية، بمعية أوسمان إيدي أنجو، المدير العام لصندوق الإيداع والائتمان لجمهورية النيجر، الأسبوع الماضي بمدينة الرباط، اتفاقية تعاون ما بين المؤسستين. وتندرج هذه الاتفاقية في إطار دينامية انطلقت سنة 2011 بمدينة مراكش، موجهة لتعزيز العلاقات الثنائية بين صناديق الإيداع، تهدف إلى المساهمة في تطوير العلاقات بين الأطراف الموقعة في مختلف القطاعات المتعلقة بتدبير الادخار، وبتمويل المقاولات الصغرى والمتوسطة (PME) والصناعات الصغرى والمتوسطة (PMI)، وكذا بمجالات الهندسة المدنية والمالية، وبالقطاع العقاري. وقال بلاغ صادر عن مجموعة "سيديجي" المغربية إن "هذه الاتفاقية تؤكد تقارب المصالح المتعددة التي تربط بين مؤسستين معترف بهما في بلديهما باعتبارهما فاعلين رئيسيين في التنمية الاقتصادية ودعم السياسات العمومية". وأشاد إيدي أنجو، الذي رافقه وفد من كبار المسؤولين، بالإنجازات المهمة التي حققها صندوق الإيداع والتدبير على مدى 60 سنة من تواجد المجموعة ودورها الأساسي كمستثمر في المساهمة في تنمية المغرب. كما أشار زغنون إلى الاهتمام الكبير الذي توليه مجموعة صندوق الإيداع والتدبير في مجال تطوير العلاقات جنوب-جنوب، مؤكدًا عزم المجموعة على تمكين صندوق الإيداع والائتمان للنيجر من الاستفادة من تجربتها ومن خبرتها في مختلف المجالات. وقد اتفق المسؤولان على تنسيق أعمالهما لتعزيز التعاون بين صندوق الإيداع والتدبير وصندوق الإيداع والائتمان في النيجر، والعمل على تقوية التبادلات الدائمة والبناءة بين مسؤولي المؤسستين. ويطمح صندوق الإيداع والتدبير منذ تأسيسه إلى عقد شراكات دولية تقوم على المصالح المشتركة والإرادة المتبادلة في تحقيق التنمية المستدامة. ولتحقيق هذه الغاية، يضع تجربته وخبرته رهن إشارة الدول الأفريقية الصديقة من خلال الانخراط في مشاريع إنشاء صناديق الإيداع المخصصة للتنمية. وقبل سنة 2004 كان صندوق الإيداع والتدبير المغربي صندوق الإيداع الوحيد في إفريقيا، واليوم وبفضل نجاح هذا النموذج الاقتصادي الخاص، قلدت بعض دول إفريقيا جنوب الصحراء مسيرة المملكة المغربية، ومنذ ذلك الحين، تم إنشاء سبعة صناديق إيداع، بينما ثلاثة صناديق أخرى في طور الإنشاء. وبالإضافة إلى ذلك، بادر صندوق الإيداع والتدبير سنة 2011 إلى إطلاق منتدى صناديق الإيداع، وهو منصة للتبادل والحوار بين صناديق الإيداع الأفريقية والأوروبية والأمريكية بهدف نشر النموذج الاقتصادي وتعزيز دور هذه المؤسسات في تعبئة الادخار وتحويله إلى استثمارات منتجة. وقد أصبحت هذه المنصة فضاءً مميزا للقاءات والمشاورات وتبادل الرؤى والخبرات بين مختلف الصناديق. وعلى مستوى آخر، تضع مجموعة صندوق الإيداع والتدبير خبرتها فيما يخص الهندسة رهن إشارة البلدان الإفريقية من خلال شركة "نوفيك" التابعة لها، التي تعتبر اليوم شركة رائدة في المجال. وتتمحور المهمة الأساسية ل"نوفيك" حول أربعة قطاعات (البناء، والمياه والبيئة والبنيات التحتية، والزراعة، والطاقة)، وتتواجد في الغابون، وتنشط في الكونغو، وفي بوركينا فاسو، والكاميرون. وتشتغل مجموعة صندوق الإيداع والتدبير رفقة شركائها الإفريقيين على المواضيع المرتبطة بالتأمين، وتقدم منذ سنة 1994 دعمها لمختلف صناديق التقاعد في القارة السمراء.