شارك سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، اليوم الأحد بكيغالي، بتكليف من الملك محمد السادس، في تخليد الذكرى ال25 للإبادة الجماعية لسنة 1994 برواندا. وبعد وضع الرئيس بول كاغامي إكليل من الزهور على نصب جيسزوي لضحايا الإبادة والوقوف دقيقة صمت ترحما على أرواحهم، أعلن عن حداد وطني من مائة يوم عبر إطلاق "شعلة الأمل" التي من المفترض أن تحترق بعد مرور ثلاثة أشهر وعشرة أيام؛ وهي الفترة التي استغرقتها الإبادة الجماعية بهذا البلد ما بين أبريل ويوليوز من العام 1994 وخلفت نحو مليون قتيل. وشدد الرئيس، في كلمته بالمناسبة، على أن الروانديين اختاروا الانطلاق مجددا، لافتا إلى أن بلاده "تعيش لحظة استحضار مستمرة لهذه المأساة، كل يوم وفي كل ما يتم القيام به من أجل الذكرى وحتى نبقى أوفياء لخياراتنا". واعتبر كاغامي أن الشعب الرواندي الذي عاش ما يكفي من المآسي والأحزان، تمكن بفضل إرادة وإصرار الروانديين من طي الصفحة لافتا إلى ان "الشعب سامح ولكن لم ينس". وفي هذا الصدد، أشار إلى الألم الكبير الذي لا يزال يشعر به الناجون من الإبادة الجماعية وكل الروانديين، بسبب فظاعة الرعب الذي عاشوه في هذه الفترة المظلمة من تاريخ البلاد. وأبرز كاغامي أن الشعور بالخوف وعدم اليقين، الذي ساد في الماضي في رواندا، تحول إلى مصالحة ووحدة وعزم راسخ على العمل الجماعي من أجل العبور بالبلد. وأدان من جهة أخرى اللامبالاة التي تعامل بها المجتمع الدولي خلال المجازر التي شهدتها البلاد قبل وخلال الإبادة، مبرزا أن هذه المأساة لن تتكرر ولن تتمكن أية قوة من بت التفرقة بين الروانديين.