تدخلت السلطات المحلية بإقليم الرشيدية، الأربعاء، لإزالة المخيمات الرملية السياحية بمنطقة مرزوكة، الواقعة بالنفوذ الترابي لجماعة الطاوس، وذلك تنفيذا للقرار الصادر من قبل السلطات الإقليمية بالرشيدية، وهو ما رفضته الساكنة المحلية التي اعتبرت المخيمات مصدر عيشها. المتضررون من إزالة المخيمات الرملية السياحية أكدوا في تصريحات متطابقة لهسبريس أن السلطات المحلية تدخلت وعملت على تسخير القوات العمومية من أجل إزالة المخيمات وإتلاف ممتلكات المواطنين، مشيرين إلى أن الساكنة تعتبر هذه المخيمات مصدر رزقها وعيشها منذ عقود من الزمن. أمبارك اوسيدي، فاعل جمعوي وأحد المنعشين السياحيين بالمنطقة، قال إن الجمعية التي تضم أرباب المخيمات الرملية منذ سنتين وهي تبحث عن حلول مرضية بخصوص هذه المخيمات، مشيرا إلى أن أرباب المخيمات أخذوا على عاتقهم مسؤولية الحفاظ على البيئة من خلال القيام بحملات نظافة باستمرار. وأوضح الجمعوي ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن السياح يقصدون المخيمات الرملية لقضاء عطلتهم أو بعض الليالي والتمتع بغروب الشمس وشروقها وسط الكثبان الرملية، مشيرا إلى أن قرار إزالة المخيمات يمكن اعتباره "إعداما للسياحة بالمنطقة"، ولافتا إلى أن "مصير العديد من أرباب المخيمات سيكون لا محالة البطالة التي يمكن أن تتسبب في مآس اجتماعية خطيرة"، وفق تعبيره. من جهتها، قالت مينة داوشي، إحدى المتضررات من إزالة المخيمات الرملية السياحية: "لدي أبناء معاقون وزوج مريض. أشتغل في مخيم سياحي منذ أزيد من ثلاثين سنة، وكان مصدر عيش أسرتي"، مضيفة: "اليوم، وبعد إزالة مصدر عيشنا سنخرج للبحث عن لقمة عيش ونمد أيدينا للمحسنين". وقالت المتحدثة، في تصريح لهسبريس: "المسؤولون وعدوا بتحويلنا إلى مكان آخر، لكن سبق تسليمه بوثائق رسمية للمنعشين السياحيين"، وأضافت: "أملنا في الملك محمد السادس بعد الله أن ينظر إلى حالنا..سنموت جوعا لأننا كبرنا مع السياحة ولا نعرف العمل في مجال آخر". هذا ورفض العديد من أرباب المخيمات الرملية، الذين تواصلوا مع هسبريس، القرار الصادر من قبل الجهات المسؤولة، والرامي إلى إزالة المخيمات وتحويلها إلى أماكن بعيدة عن المكان الحالي، معتبرين أن القرار يهدف إلى "القضاء على ما تبقى من الروح في جسد السياحة الرملية بمنطقة مرزوكة"، ومطالبين ب"ضرورة إعادة النظر في هذا القرار غير المنصف، والرامي إلى تشريد المئات من العائلات التي تعتبر هذه المخيمات مصدر عيشها". وسبق للعشرات من أرباب المخيمات الرملية السياحية بمنطقة مرزوكة، الواقعة بالنفوذ الترابي لجماعة الطاوس بدائرة الريصاني التابعة لإقليم الرشيدية، تنظيم وقفات احتجاجية على القرار الصادر من قبل السلطات المحلية. مصدر من ولاية الرشيدية، غير راغب في كشف هويته للعموم، أوضح في اتصال بجريدة هسبريس الإلكترونية أن السلطات المحلية قامت بإزالة المخيمات الرملية طبقا للقرار الصادر في وقت سابق في هذا الجانب، مشيرا إلى أن السلطات قامت فقط بإزالة الخيام. المصدر ذاته قال إن صدور قرار إزالة المخيمات الرملية السياحية بمنطقة مرزوكة جاء بعد الشكايات المرفوعة من قبل أرباب الفنادق والمآوي السياحية، مشيرا إلى أن "أغلب تلك المخيمات غير مرخصة وغير قانونية"، وفق تعبيره.