بأسا حاضرة إقليم أسا الزاك، بزغ نجم امرأة عصامية حفرت اسمها بأحرف من ذهب داخل المشهد الرياضي للإقليم، وبالضبط في عوالم الكرة المستديرة، وذلك بفريق توحده نون النسوة. هي الباتول تمكدي، ابنة أسا العصامية، والتي رغم انقطاع حبل الود بينها وبين حجرات الدراسة بعد توقف مسارها التعليمي عند مستوى الثالث إعدادي لأساب عديدة، استطاعت التألق والتميز وسط قريناتها بعشقها لممارسة الرياضات المختلفة، من كرة السلة وكرة اليد وصولا إلى كرة القدم. رغبة الباتول الجامحة والمتواصلة في ممارسة الرياضة آنذاك، تبوح لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، ساهمت بشكل كبير في اختيارها رفقة بعض الأطر المحلية لخوض غمار تأسيس أول فريق محلي لكرة القدم النسوية سنة 2005، يحمل اسم "الاتحاد الرياضي النسوي لكرة القدم أسا الزاك"، بإقليم فتي وبإمكانات متواضعة، ولكن بأمل وتحد كبيرين لربح رهان النجاح والتألق. وأبرزت تمكدي، في الحديث ذاته، أن مهمة نائبة رئيس الاتحاد لعبت دورا كبيرا في مراكمتها التجربة والاحتكاك المبكر مع خبايا وأسرار الرياضة محليا وجهويا ووطنيا، رفقة الفريق الذي كان يلعب آنذاك في عصبة الصحراء (طانطان، بوجدور والعيون). ومع العمل الجاد والإصرار على النجاح وإثبات قدرات النساء على ممارسة هذا النوع من الرياضة في مجتمع محافظ، تقول المتحدثة ذاتها، استطاع الفريق احتلال مركز الوصافة في الموسم نفسه (2005)، قبل أن يلعب ضمن منافسات البطولة الوطنية المغربية لكرة القدم النسوية سنة 2008. وبأسف تضيف تيمكدي، ونظرا لغياب عامل التجربة وبعد المسافات بين المتبارين، عصف بالفريق ليعود من جديد إلى عصبة الصحراء، إلا أنه عقد العزم على الصعود مرة أخرى أكثر قوة، الأمر الذي سيتأتى له بعد موسمين. وبثقة تسترسل الباتول قائلة إن سنة 2011 كانت "مفصلية" في مسارها الرياضي، إذ تم انتخابها رئيسة للفريق، متحملة مسؤولية تسيير وإنجاح تجربة هذا المولود الجديد، ومتحملة بذلك كثيرا من العناء لوضعه على السكة الصحيحة وضمان بقائه ضمن صفوة الفرق على المستوى الوطني، رغم مجموعة من الإكراهات، يبقى أهمها الإكراه المالي وشح "إن لم نقل غياب" الموارد المساعدة في الرقي بالفريق، حسب تعبيرها. ورغم كل الصعوبات، تحلم تمكدي بتحقيق الكثير لفريقها، داعية في معرض حديثها عن الطموحات المستقبلية، وبثقة كبيرة، إلى ضرورة العمل على تكوين جيل من اللاعبات من بنات الإقليم لإبراز طاقاتهن ومؤهلاتهن؛ وذلك لضمان استمرار شعلة التألق والتوهج لفريق بصم ب"قوة وبشهادة جميع المهتمين" الساحة الجهوية والوطنية. وتلخص سيرة هذه المرأة الجنوبية المقرونة بالإصرار والعزيمة صور نساء مغربيات كتبن قصص نجاح أثبتت أن الحلم يمكن تحقيقه ولو في أقسى الظروف، ولكن أيضا بأبهى صور الوفاء ونكران للذات .