بدأت مجموعة من الاختلالات تظهر على منتزه مسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء، الذي رصدت له الملايير وأشرف الملك محمد السادس على إعطاء انطلاقة أشغال إعادة تهيئته. وفي الوقت الذي بدأ فيه المواطنون بالعاصمة الاقتصادية يتوافدون على المنتزه الذي تم افتتاحه في وجه البيضاويين مؤخرا، فإن تصدعات في العديد من الحواجز البحرية الموضوعة ب"كورنيش" مسجد الحسن الثاني أثارت الكثير من الهلع والخوف، إلى جانب انتقادات لشركة الدارالبيضاء للتهيئة المشرفة على الأشغال. وظهرت على مستوى "الكورنيش"، الذي كان يطمح البيضاويون أن يشكل متنفسا لهم، العديد من الاختلالات، ناهيك على الصدأ الذي طال المنشآت الحديدية، ما جعل علامات استفهام حول هذا المشروع الضخم تتناسل. وتوالت انتقادات كبيرة من طرف العديد من البيضاويين على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب الغش الذي شهدته عملية تهيئة الكورنيش، والمطالبة بضرورة محاسبة المسؤولين على ذلك، خاصة أن المشروع بلغت كلفته الإجمالية، بحسب شركة التنمية المحلية، 200 مليون درهم. ونفى نائب عمدة الدارالبيضاء، مصطفى لحيا، علمه بالموضوع، مشيرا إلى أن شركة الدارالبيضاء للتهيئة هي التي كانت تسهر على المشروع، بيد أنه شدد، في تصريحه لهسبريس، على "القيام بتحريات في الموضوع، وكشف ما إذا كانت هناك اختلالات بالمشروع". وحسب شركة التنمية المحلية "الدارالبيضاء للتهيئة"، فإن هذا المشروع يدخل في إطار اتفاقية تثمين الشريط الساحلي لجهة الدارالبيضاء-سطات، وهو مشروع تنموي من شأنه تعزيز الجاذبية السياحية للعاصمة الاقتصادية للمملكة، وتحسين الحركية بالموقع من خلال فضاءات عدة مصممة وفق معايير إيكولوجية عالية الجودة البيئية. وصُمِّم المنتزه البحري لمسجد الحسن الثاني، الذي بلغت كلفته الإجمالية 200 مليون درهم، حسب ما أوردته شركة التنمية المحلية على موقعها الإلكتروني، "كمكان للتبادل والتواصل، حيث سيسهم في التناغم السوسيولوجي وتحسين ظروف عيش ساكنة الدارالبيضاء وتعزيز الجاذبية السياحية للمدينة". وشمل المشروع تهيئة حديقة حضرية مفتوحة في وجه العموم، وممشى على طول الحاجز البحري للعنق، وفضاءات للألعاب مخصصة للأطفال وأخرى للرياضة (الجري، نزهة المشي، الدراجات)، وفضاءات مظللة مع باقة نباتية تتلاءم والموقع، ومرافق صحية عمومية تتناغم وطبيعة المشروع.