لا تزال قضية نزع حجاب البرلمانية أمينة ماء العينين، المنتمية إلى حزب العدالة والتنمية الإسلامي، تثير الجدل؛ فبعد إقرارها ضمنياً بأن الصور التي جرى تداولها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" منذ أيام حقيقية بعد أن نفت ذلك سابقاً، خرجت إيمان اليعقوبي، زميلتها في الحزب، لتوجه إليها انتقادات لاذعة بسبب التناقض وعدم الوضوح واللجوء إلى عبد الإله بنكيران. وقالت اليعقوبي، في تدوينة نشرتها على صفحتها في "فيسبوك"، إن ما قامت به ماء العينين ليس تصرف الشخصية العمومية، مشيرةً إلى أن «قرار نزع الحجاب لا يكون بوضعه في مكان والتخلص منه في مكان آخر. فإن كان هذا مقبولًا لإنسان عادي فهو غير مقبول من شخصية عامة". وأضافت اليعقوبي، في رسالتها إلى ماء العينين، قائلةً: «الأخت أمينة، لم يجادل أحد في حقك نزع الحجاب، لكن الكيف والطريقة مهمة. فالمطلوب لم يكن النزع لكن الوضوح التام مع المواطن»، وشددت على ضرورة الصدق مع «من صوّت عليها". واعتبرت البرلمانية إيمان اليعقوبي أن «النقاش ليس حول نزع الحجاب لكن حول التراجع عما يمثله هذا الحجاب من قيم للمجتمع، من طرف عضو في حزب رأسماله هو التشبث بالقيم، التي إن اختار مراجعتها فهو يصرح بالأمر صراحة". وانتقدت اليعقوبي ما وصفته ب«التناقض الذي يخفي غياباً صارخاً للنضج وروح المسؤولية»، وتساءلت قائلةً: «كيف تدعين في البداية أن الصور مفبركة، ثم تخرجين الآن بتدوينة، تحاولين من خلالها تبرير ما قمت من قبل بنفيه من خلال استعمال تصريح لبنكيران، الذي لم نكن معه حين صرح به لك، ولا نعلم بالتفاصيل المرافقة له". البرلمانية اليعقوبي عابت أيضاً على زميلتها التهرب من المواجهة ولجوئها إلى «الاختفاء وراء قيادة لها حجمها واعتبارها المعنوي أمام الناس»، في إشارة إلى زيارة قامت بها ماء العينين قبل أيام إلى عبد الإله بنكيران، الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية. تدوينة اليعقوبي كالت الكثير من الانتقادات، وخاطبت ماء العينين بالقول: «الأخت أمينة، لا يمكن الجمع في التنظيم بين الرغبة في موقع الزعامة والرغبة في أن تَجُري التنظيم في متاهات تبرير عدم وضوحك مع المواطن ووضع الأعضاء في حرج الدفاع عن رغباتك الشخصية". وذهبت اليعقوبي إلى اتهام ماء العينين باستباحة حزبها بسبب قيامها "بما يحلو لك دون أي اعتبار أو احترام لوجدان الأعضاء والمواطنين، وتستغلي شخص بنكيران لتصفية حسابات داخلية، وتطالبي الناس بدعمك"، وأضافت: "هذا التنظيم يحتاج جواباً من الصدق على ما وضع فيك من ثقة، فهو الذي صنعك ولست أنت من صنعه، وأمينة قبل ثقة الإخوان واعتلاء المنصب لم يكن يعلم بوجودها أحد". وتساءلت اليعقوبي، في ختام رسالتها إلى ماء العينين: «ليس هو هل دعم بنكيران حقك في نزع الحجاب، لكن هل نزعته فعلاً؟ وإن كان الأمر كذلك فلماذا النفي وعدم التصريح بالأمر وعدم تحمل المسؤولية في اختيار فردي؟ ولماذا جر حزب بكامله وراءك في أمر ذي طابع شخصي؟ ولماذا الاختباء وراء القيادة؟ لأنه في النهاية لم يبن الحزب مشروعيته على الحجاب، لكن بناه على الصدق والوضوح". وكانت قضية نزع البرلمانية أمينة ماء العينين لحجابها، حسب ما ظهر في صور لها في العاصمة الفرنسية باريس، قد تم تداولها في اجتماع سابق للأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية؛ لكن الحزب، القائد للائتلاف الحكومي، لم يتبنَّ موقفاً مناصراً للبرلمانية واكتفى بالقول إنه مستهدف بحملات.