وُوري جُثمان الشاب أيوب مبروك، البطل المغربي في رياضة الكيك بوكسينغ، الثرى في مقبرة سيدي الضاوي بحي العيايدة في مدينة سلا، حيثُ وُلد وترعرع، قبل أنْ يدفعه الحلم بمستقبل أفضل إلى ركوب قوارب الهجرة السرية نحو أوروبا، في رحلة لمْ تُكلل بالنجاح بعد أن غرق المركب الذي كان على متْنه رفقة مهاجرين آخرين، ليلقى مصرعه في المياه الإقليمية الإسبانية. ووسط حزن عميق، شيَّع أفراد العائلة والأصدقاء وسكان الحيّ الراحل أيوب مبارك، الذي فارق الحياة وهو بالكاد في ربيعه الواحد والعشرين، إلى مثواه الأخير، بعد أنْ وصَل جثمانه مساء أمس الثلاثاء إلى مطار مدينة سلا، قادما من مدينة قادس الإسبانية التي لفظته مياه سواحلها يوم 11 نونبر الماضي. أصدقاء ومعارف أيوب مبروك ما زالوا مصدومين من طريقة فقدانه؛ إذْ لم يكونوا يتوقعون، كما جاء على لسان عدد منهم، أنْ يُقدم على المغامرة بنفسه ويركب قوارب الموت، علاوة على أنّه كان قيْد حياته شابا طيّبَ الخُلق، وكان يكرّس حياته لممارسة رياضية الكيك بوكسينغ التي تألّق في مضمارها، حيث حاز ثلاث بطولات وطنية. يقول أحد أصدقاء الراحل: "أيوب كان شابا طيبا، ذا أخلاق عالية، وقدْ حزنّا أيما حزن لفراقه، وإلى حد الآن ما زلت لم أصدّق بعد أنه مات بتلك الطريقة". وقال صديق آخر من أصدقاء الراحل: "سمعنا عن غرق الزورق الذي كان على متنه، وكنا متمسكين بالأمل في أن ينجو، لأنه شاب رياضي ويتقن السباحة، لكنّ الله اختار أن يتوفاه". وفاة البطل الرياضي أيوب مبروك تُعيد إلى الواجهة سؤال عدم الاهتمام بالمواهب الرياضية في المغرب، فبالرغم من أنّه بدأ مشواره بشكل متألق، "إلا أنّ "البلاد ما عطاتوش"، يقول أحد أصدقائه، مضيفا: "أيوب بطل فاز بمجموعة من البطولات، ولكن لا أحد يلتفت إليه؛ ربما أراد أن يعيد الاعتبار لنفسه عبر الهجرة إلى بلد آخر. الشيء الوحيد الذي يناله هنا كلما حقق انتصارا، هو: مبْروكْ عْليكْ، ويعود إلى بيته". جنازة أيوب مبروك خَلتْ من حضور أي وجه من وجوه الرياضية المعروفين على الصعيد الوطني؛ إذ لمْ يُرافقه إلى مثواه الأخير، وهو مسجي داخل صندوق خشبي أحمر يحفّه حزامان أخضران، سوى أقاربه وأصدقائه من أبناء الحي حيث ترعرع.