نعى الأساتذة حاملو الشهادات العليا، اليوم الأربعاء، التعليم العمومي بالمملكة؛ إذ نظموا مسيرة احتجاجية حملوا خلالها نعشا كتب عليه شعار "التعليم في ذمة الله"، وهي المسيرة التي انطلقت من أمام مقر وزارة التربية الوطنية إلى مقر البرلمان. المسيرة التي نظمتها التنسيقية الوطنية لموظفي وزارة التربية الوطنية حاملي الشهادات العليا، والتنسيق النقابي الذي يضم النقابتين الوطنيتين للتعليم المنضويتين تحت لواء كل من الكونفدرالية الديمقراطية للشغل والفدرالية الديمقراطية للشغل وأيضا الجامعة الوطنية للتعليم-التوجه الديمقراطي، رفعت فيها شعارات تنتقد أوضاع الأساتذة والمعلمين، وترثي حال التعليم العمومي بالمملكة، وارتدى خلالها الأساتذة أكفانا. وفي هذا الإطار، قال عبد الوهاب السحيمي، عضو المجلس الوطني للتنسيقية الوطنية لموظفي وزارة التربية الوطنية حاملي الشهادات العليا، إن الأمر يتعلق بمسلسل نضالي تخوضه التنسيقية منذ أكثر من سنتين من أجل "حق تاريخي ومكتسب هو حق الترقية وتغيير الإطار لحاملي الشهادات". وأضاف السحيمي، ضمن تصريح لهسبريس، أنه "منذ الاستقلال والأساتذة وعموم موظفي وزارة التربية الوطنية حاملي الشهادات تتم ترقيتهم وتسوية وضعيتهم بالشهادة مع تغيير الإطار إلى حدود سنة 2015 حيث أصبحت وزارة الوطنية تتلكأ في تسوية وضعية حاملي الشهادات". وزاد المتحدث قائلا: "لا يمكن أن نقبل بهذا الحيف الذي يطالنا، لذا سنحتج وسنستمر في نضالاتنا وتضحياتنا"، محذرا الحكومة بالقول: "نريد أن نوصل رسالة مفادها أن الكيل طفح وبلغ السيل الزبى، لذا سنضطر لتسطير ملاحم نضالية قد تصل إلى الإضراب المفتوح على غرار سنوات 2013 و2014". وانتقد السحيمي تصريحات سابقة لوزير التربية الوطنية، واصفا إياها بأنها "غريبة وغير مسؤولة تروم ضرب نضالات الأساتذة وتضليل الرأي العام، وبالتالي لن تنطلي علينا هذه الحيل والممارسات البائدة، وسنستمر في نضالاتنا إلى ما لا نهاية". وتابع قائلا: "وزير التربية الوطنية كان سابقا عميدا لجامعة وأستاذا جامعيا يسلم الطلبة هذه الشهادات الجامعية ويوقعها، فما معنى أن تكون من يوقع على هذه الشهادات وتقول إنها لا تخول الكفاءة في التدريس؟ وهذا يطرح سؤال: هل كنت تسلم هذه الشهادات لأناس لا يستحقونها؟ أو حينما يقول إن هذه الشهادات تتعارض مع إشكالية التخصص، فنحن نملك شهادات تعليمية جامعية". من جانبه، أبرز محمد بشار، عضو المجلس الوطني للتنسيقية الوطنية للأساتذة حاملي الشهادات، أن الشكل الاحتجاجي لهذا اليوم يأتي بعد عدد من المحطات التي خاضتها التنسيقية، وقال: "نناضل منذ أزيد من ثلاث سنوات من أجل مطلب أساسي وعادل هو الترقية بالشهادة وتغيير الإطار لجميع موظفي وموظفات وزارة التربية الوطنية". وأضاف أن "الترقية بالشهادة مكتسب تاريخي للشغيلة التعليمية استفاد منه جميع موظفي وموظفات وزارة التربية الوطنية إلى حدود 2015، في حين نفاجأ منذ 2016 بوجود أساتذة بدون ترقية، وبالتالي هذا نوع من الحيف والظلم تجاه هذه الفئة المتضررة". وأردف بشار قائلا: "هناك ترقية لموظفين في قطاعات أخرى، في حين إن موظفي وزارة التربية الوطنية لا يستفيدون منها (...) نطالب الوزارة بالتدخل العاجل من أجل حل ملف الترقية وتغيير الإطار أسوة بالأفواج السابقة وبالقطاعات التي تنتمي للوظيفة العمومية".