يتأهب فريق الرجاء الرياضي لخوض إياب نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، في مباراة تجمعه بمضيفه "فيتا كلوب" الكونغولي، مساء اليوم، على أرضية ملعب "الشهداء" بمدينة كينشاسا، عاصمة الكونغو الديمقراطية، وعينه على اللقب الثاني في تاريخه على مستوى المسابقة نفسها، بعد 15 سنة عن آخر تتويج بكأس "الكاف" في مسماها القديم. عوامل التاريخ، الخبرة، نتيجة الذهاب، تطور الكرة الإفريقية، الحوافز الخارجية.. مؤشرات بين أخرى تدفع الرجاء إلى العودة إلى مطار محمد الخامس الدولي بمدينة الدارالبيضاء، صبيحة الاثنين المقبل، غانما باللقب القاري. الرجاء الأقوى في النهائيات القارية باستثناء هزيمتين فقط، بصعوبة، أمام فريق النجم الساحلي سنة 1999، في إطار نهائي كأس "السوبر"، ثم في سنة 2002، لما انهزم الرجاء أمام الزمالك المصري في نهائي كأس عصبة الأبطال الإفريقية، يكرس ممثل الكرة المغربية سيطرته على جل المباريات النهائية القارية التي خاضها، حيث توج بثلاثة ألقاب على مستوى "العصبة"، ولقب واحد على صعيد كل من مسابقة: كأس "الكاف"، كأس "السوبر"، وكأس "الأفرو-آسيوية". من وهران سنة 1989، مرورا بالتتويج في البيضاء أمام "غولدفيلدز" الغاني سنة 1997، إلى العودة باللقب الثالث من ملعب المنزه أمام الترجي التونسي سنة 1999، تمكن الرجاء من فرض "هيبته" القارية داخل خانة أندية "ثلاث نجمات"، كما هو الشأن أيضا بالنسبة إلى المسابقة القارية الثانية في هرمية أندية "الكاف"، التي تمكن "الأخضر" من إحرازها، منذ 15 سنة، من مدينة غاروا الكاميرونية، في انتظار جلب الثانية من العاصمة الكونغولية كينشاسا. أسبقية ثلاثية الذهاب عكس ما جرت به العادة في المباريات النهائية القارية السابقة للرجاء، على مر التاريخ، فإن الفريق "الأخضر" قد وضع قدما أولى في منصة التتويج بكأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم لنسخة 2018، بعد أن رحل إلى الكونغو الديمقراطية بأسبقية ثلاثة أهداف في مباراة الذهاب بالبيضاء، في انتظار تكرار سيناريو سنة 2003، حين انتصر الرجاء أمام "كوتون سبور" الكاميروني بثنائية نظيفة في البيضاء، قبل أن يحسم لقاء العودة بعد التعادل السلبي في مدينة غاروا. خبرة الإسباني غاريدو تحتفظ ذاكرة جماهير الأهلي المصري بذكرى المدرب الإسباني خوان كارلوس غاريدو وهو ينط فرحا بهدف الانتصار أمام فريق "سيوي سبورت" الإيفواري، منذ أربع سنوات، حين توج النادي القاهري بأولى ألقابه على مستوى كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم. وإن كان المصريون يحتفظون بذكريات مع غاريدو، فإن مقامه في المغرب رفقة الرجاء قد يرسخ في تاريخ النادي الحديث، حيث تمكن المدرب الإسباني من إخراج "الأخضر" من أزمة سنوات عجاف؛ حين قاده الموسم الماضي إلى الظفر بلقب كأس العرش، كما يسير معه خلال الموسم الجاري إلى كتابة فصل آخر من فصوله القارية في طريق التتويج باللقب الثاني الشخصي له والثاني لسفير الكرة المغربية في مسابقة كأس "الكاف" في مسماها الجديد. بعد الجزائري رابح سعدان، والبوسني وحيد حاليلوزيتش، والأرجنتيني أوسكار فيلوني أو حتى الفرنسي هنري ميشيل، ها هو الإسباني خوان كارلوس غاريدو قد يدوّن اسمه ضمن تاريخ المدربين الأجانب المتوجين رفقة الرجاء بلقب قاري. عصر "الكاف" الجديد تحتفظ الذاكرة "الرجاوية" بالمعاناة التي صادفت الرجاء خلال إياب نهائي عصبة الأبطال الإفريقية أمام الترجي التونسي سنة 1999، كما العديد من المباريات عبر تاريخ المشاركات القارية، التي عانى فيها الفريق "الأخضر" من الظلم وتحيز التحكيم، خاصة في المباريات التي يخوضها خارج أرضه. نهائي "كاف" هذه السنة يأتي في عصر التطور التكنولوجي والرقمي، حيث أصبح الجهاز الكروي القاري في عهد الملغاشي أحمد أحمد يعتني ب"ماركوتينغ" مسابقاته القارية، إذ أضحت المباريات تبث تلفزيا؛ وهو ما وضع أيضا التحكيم الإفريقي في اختبار الوضوح والشفافية، باعتباره حلقة مهمة في المنظومة، عكس ما كان عليه الحال في السابق. دعم المسؤولين تأتي مشاركة الرجاء في نهائي "الكاف" امتدادا للنهضة الكروية التي تشهدها المملكة المغربية. كما أن تتويجه باللقب سيزكي العمل الذي يقوم به المسؤولون على الشأن الكروي المحلي، في مسيرة ما هو منجز على صعيد المنتخب الأول والأندية المحلية، بعد تتويج فريق الوداد الرياضي بلقبي كأس "عصبة" الأبطال و"السوبر" السنة الماضية. مكونات الرجاء حظيت بدعم كبير من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، برئاسة فوزي لقجع، الذي سخر إمكانات الجهاز الكروي اللوجستيكية، المادية والبشرية، من أجل أن يتوج ممثل الكرة الوطنية باللقب من قلب العاصمة الكونغولية كينشاسا. * لمزيد من أخبار الرياضة والرياضيين زوروا Hesport.Com