قال الأديب الحائز على جائزة نوبل، التركي أورهان باموق، في معرض الكتاب الدولي بمدينة غوادا لاخارا المكسيكية، إنه يكتب "ليكون سعيدا"، مع أنه على الصعيد "الاجتماعي" هذا الهدف لا يمكن تحقيقه بالنسبة إليه. وأضاف الكاتب في ندوة افتتحت الصالون الأدبي بمعرض الكتاب الدولي بغوادا لاخارا، تسلم بعدها قلادة كارلوس فوينتس: "أكتب لأن ثمة مكانا ينبغي لي الذهاب إليه، إنها مسألة مستمرة أناضل من أجلها دائما، أكتب لأنني أريد الذهاب إلى ذلك المكان ولأنني لا أبلغ السعادة أبدا، أكتب لأكون سعيدا". وأشار باموق إلى أنه أحيانا يفكر في أن "السعادة هي أن تعيش حياة ذات معنى"، ومع ذلك ميّز بين السعادة الفردية التي يشبهها بسعادة الأطفال عندما يتسلون بألعابهم، وبين السعادة الاجتماعية. وقال موضحا: "في حالتي ثمة استحالة لبلوغ السعادة (اجتماعيا) في بلد تتسم السياسة فيه بالفظاعة". وألمح باموق إلى الوضع الصعب الذي تمر به تركيا فيما يتعلق بالحق في حرية التعبير، نظرا لأنها تعد واحدة من الدول ذات أكبر عدد من الصحافيين المحتجزين، بحوالي 140، وفقا لنقابة الصحافيين، مع أن منظمات أخرى تعلن أرقاما أعلى. وأفاد صاحب عناوين مثل "اسمي أحمر"، بأن ثمة "نوعا من الديمقراطية" لأن الشعب التركي يختار زعماءه، "ولكن ليس هناك ديمقراطية دون حرية تعبير، وهي لا توجد في تركيا". وعن كيفية استعداده لكتابة رواياته، قال باموق إنه من نوع الكتاب الذين يخططون كل شيء مقدما، فبعد أن تأتيه الفكرة الأولى يقضي فترة من الوقت لا بأس بها في جمع التفاصيل والأوجه التي يعدها مهمة لكنها في نهاية الأمر تمثل الإطار فقط. وفيما يتعلق بأذواقه الأدبية، وصف الكاتب التركي كلا من ليو تولستوي وفيودور دوستويفسكي ومارسيل بروست وتوماس مان بأنهم "أكبر الروائيين" الذين تعلم منهم الكتابة بعد قراءتهم مرات ومرات. كما صرح باموق بأن ظاهرة "البووم" التي عاشتها الرواية اللاتينية منذ منتصف خمسينات القرن الماضي، جعلته يفكر في أنه يمكن أن يوجد أيضا "بووم" أدبي إسلامي. يشار إلى أن أورهان باموق من مواليد اسطنبول في 7 يونيو 1952، ينتمي لأسرة تركية مثقفة، درس العمارة والصحافة قبل أن يتجه إلى الأدب والكتابة، ويعد أحد أهم الكتاب المعاصرين في تركيا، وترجمت أعماله إلى 34 لغة حتى الآن، ومن أبرزها "اسطنبول" و"اسمي أحمر". وبدأت الدورة ال32 من المعرض الدولي للكتاب في غوادا لاخارا فعالياتها أول أمس، وتجمع على مدار تسعة أيام 800 كاتب وألفي دار نشر، وتستقبل البرتغال ضيف شرف.