لم تنفع مطالب منظمات حقوقية وتنظيمات حزبية يسارية ونشطاء من المجتمع المدني الإسباني في ردع جبهة البوليساريو الانفصالية للكف عن أساليب الاحتجاز في حق العديد من الشابات الصحراويات، من ضمنهن معلومة موراليس دي ماتوس، الشابة الصحراوية الحاملة للجنسية الإسبانية المحتجزة بمخيمات تندوف ضدا على إراداتها منذ ال12 من شتنبر سنة 2015، رغم المناشدات المتكررة لعائلتها الإسبانية بالتبني. وقالت خاطري مكايلي، الناشطة الصحراوية في مجال حقوق المرأة بإسبانيا، إن "تنظيم البوليساريو يلجأ إلى احتجاز النساء بغرض استعمالهن كسلاح حرب"، في إشارة إلى محاولات الجبهة لاستغلال مثل هذه الأحداث بغرض إثارة انتباه الرأي العام الإسباني الذي لم يعد يولي اهتماما لملف الصحراء، مردفة أن القرار رقم 1.325 للأمم المتحدة واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة يمنعان مثل هذه الممارسات. وأضافت خاطري خلال ندوة صحافية لإطلاع الرأي العام الإسباني على مستجدات احتجاز شابتين إسبانيتين بمخيمات تندوف، أن جميع المواثيق الدولية تحظر استغلال النساء في قضايا ذات طابع سياسي أو ثقافي أو اقتصادي أو اجتماعي، مبرزة أن غياب القوانين التي تحمي وتعترف بحقوق المرأة داخل مخيمات تندوف يجعل القبيلة تَحُل قضايا العنف ضد المرأة بالمال دون الاكتراث بمعاناة الضحية. وزادت الناشطة الانفصالية أن كل ما تحاول البوليساريو الترويج له منذ أربعة عقود بشأن تمكين المرأة الصحراوية من تحقيق مستويات مثالية يبقى مجرد ادعاءات زائفة وغير صحيحة؛ إذ إن "التنظيم يدافع فقط على حقوق النساء المنتميات إلى هرم الحكم، أما الأخريات فلا صوت لهن ولا أحد يتسمع لمطالبهن"، مؤكدة أن الجبهة تقدم معطيات مغلوطة بخصوص ملف حقوق المرأة بغرض إسكات أصوات فاضحي الحقائق. وتابعت المتحدثة، في تصريحات نقلتها صحيفة "دياريو كريتيكو"، أن تنظيم إبراهيم غالي يمارس جرائم وتجاوزات وانتهاكات حقوقية كثيرة، من خلال التمييز على أساس الجنس والعرق، وسجن الحوامل بتهمة ممارسة الجنس خارج إطار الزواج، إضافة إلى عمليات الاختطاف والاحتجاز التي لا يستطيع أحد إنكارها، مبرزة أن دورها كامرأة صحراوية يقتضي منها النضال بغية ضمان حقوق النساء داخل مخيمات المحتجزين. واستطردت خاطري حديثها بالقول: "لم نفعل أي شيء من أجل مواجهة النظام الذكوري الباترياركي الصحراوي الساعي إلى الإبقاء على هذا الوضع ضد إرادة المرأة، من خلال تقديم تبريرات ذات صلة بالتقاليد الأسرية والقبلية". وأكدت فاطمة أبورتو، قيادية سابقة بالحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، أن عائلات قيادات الجبهة الانفصالية تستفيد لوحدها من المساعدات الإنسانية الموجهة لساكنة تندوف بالأراضي الجزائرية. وقالت إن "المساعدات الإنسانية الموجهة لقاطني المخيمات تساعد في الحفاظ على الفساد وامتيازات قادة الجبهة وأسرهم"، مضيفة أن "السلطات الإسبانية لا تسهر على مراقبة مصير الأموال والمساعدات المقدمة لساكنة مخيمات المحتجزين، خاصة في ظل بروز العديد من الشكاوى بخصوص زيف المعطيات والبيانات التي تقدمها جبهة البوليساريو حول أعداد الأشخاص المستفيدين"، على حد قولها. وأوضحت المناضلة الحقوقية الإسبانية أن حكومة مدريد لم تأخذ بعين الاعتبار مدى مساهمة هذه المساعدات الإنسانية في التكفل وضمان حقوق الساكنة الصحراوية، لا سيما النساء اللواتي يتعرضن للعديد من المخاطر بسبب سيادة الحكم القبلي على القوانين، مشيدة ب"التضامن الكبير والإرادة القوية للعديد من العائلات الإسبانية بغرض فضح الصور الزائفة التي تحاول الجبهة الترويج لها بشأن الوضع الحقوقي داخل المخيمات". وأبرزت القيادية الاشتراكية أن جبهة البوليساريو عاجزة على تلبية مطالب الحكومة الإسبانية والأمم المتحدة بشأن ملف تحرير شابات إسبانيات جرى اختطافهن واحتجازهن من قبل عائلاتهن البيولوجية بمخيمات تندوف عكس إرادتهن. من جهتها، نددت بيين بينيدا كامبيو، أم شابة إسبانية تدعى كوريا جرى احتجازها من قبل عصابات البوليساريو، بإفلات الجناة من العقاب وتقاعس المنتظم الدولي والحكومتين الإسبانية والجزائرية. وفي سياق ذي صلة، قال بيبي موراليس وماري كارمين دي ماتوس، والدا الشابة الصحراوية معلومة البالغة من العمر 25 عاما، إن حقوق ابنتهما يتم انتهاكها منذ ثلاث سنوات من الاحتجاز غير القانوني رغم التعاطي الوطني والدولي مع هذا الملف المثير للجدل، ونددا بموقف الحكومة الإسبانية التي لم تتحرك من أجل الضغط على البوليساريو بهدف إطلاق سراح المختطفة الصحراوية الحاملة للجنسية الإسبانية.