يستمر التوجس الإسباني من التحركات الفضائية للمغرب مع اقتراب إطلاقه للقمر الصناعي "محمد السادس–ب" يوم الثلاثاء القادم؛ فرغم تصريحات ممثل المغرب بالأمم المتحدة، عمر هلال، بخصوص قمر "محمد السادس-أ" ومراقبته لتحركات البوليساريو فقط، إلا أن الصحافة الإسبانية تواصل مناقشة مطامح المغرب، وربطت العديد منها ذلك بقضايا الاتجار بالبشر وبتحركات باشرها المغرب منذ سنة 2012 على مستوى ريادة الفضاء. ورغم تدخل الحكومة لإنهاء الجدل الذي صاحب إطلاق القمر الأول واعتبار الأمر غير مقلق بالنسبة للجيران، فالنسخة الثانية بدورها أعادت مخاوف الإسبان، خصوصا أمام التقنيات العالية التي يتوفر عليها القمران التي ستمكنهما من التقاط ما يقارب 500 صورة متفرقة للمجال خلال اليوم الواحد، وكذلك بسبب الشراكة التي بدأت تجمع المغرب بالاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالأقمار الصناعية واستخدامها في قضايا الهجرة. وفي هذا الصدد، قال كريم عايش، عضو مركز الرباط للدراسات الاستراتيجية، إن "إطلاق القمر الصناعي "محمد السادس-ب"، ينخرط ضمن الاستراتيجية الوطنية للتوفر على وسائل تكنولوجية حديثة مصممة مغربيا ومستغلة على أرض الوطن من طرف كفاءات مغربية تتخذ قرب مطار الرباطسلا مقرا"، مشيرا إلى أن القمر الحالي هو الثاني الذي سيطلقه المغرب في هذه العشرية الأخيرة، ليتبوأ بذلك المكانة الثالثة بعد مصر وجنوب إفريقيا من حيث الدول التي تمتلك قمرين صناعيين أو أكثر. وأضاف عايش، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "هذه المنظومة أثارت خوف وهلع جيران المغرب على اعتبار التقنيات عالية الدقة المجهز بها هذا القمر الصناعي الأخير المزمع إطلاقه يوم الأربعاء القادم؛ إذ إن هاجس التجسس ورصد التحركات العسكرية والاتصالات يخيم على قلق هذه البلدان، في حين إن المغرب لا يسلك هذا المنحى ولا يميل إلى السباق العسكري والاستخباراتي في المنطقة بقدر ما يحبذ استخدام التكنولوجيا الحديثة في التحديد الدقيق للخرائط والمسح الطبغرافي". وأردف المتحدث أن "وزارة الداخلية سبق واستفادت من صور فضائية لتحديد الزحف العمراني وتطور أحياء الصفيح، كما سيساعد هذا القمر في الوقاية من الكوارث الطبيعية وتتبع الحالة البيئية وزحف التصحر، التي تعتبر الشغل الشاغل للمغرب منذ الثمانينات، لما للتصحر من آثار سلبية على الاقتصاد والفلاحة، إضافة إلى تسارع التغيرات المناخية وتكاثر الفيضانات والحالات المناخية الاستثنائية، وسيقوم القمر الصناعي بتعزيز المراقبة المغربية على الحدود درءً لتهديدات البوليساريو والجماعات الإرهابية". وأكمل الباحث في جامعة محمد الخامس بأن "مصالح المغرب الاستخباراتية رصدت تنصيب منصات صواريخ وقواعد متحركة للبوليساريو في المناطق المتاخمة للحزام الأمني، وما قد يشكله ذلك من عناصر أولية لخلق بؤر تجمع إرهابية قد يفقد البوليساريو السيطرة عليها إذا ما تناحرت الجماعات المسلحة فيما بينها جنوبالجزائر وتغيرت المعطيات الجيوستراتيجية بالساحل وما يشكله ذلك من تهديد مباشر للتراب المغربي، وهو ما وجب التنبه له ورصده بدقة".