أمسية بعبق التاريخ، ذرف خلالها وزير العدل الأسبق وقيدوم البرلمانيين المغاربة، عبد الواحد الراضي، دموع الشكر والثناء على كل الأسماء التي حضرت حفل تكريمه مساء الجمعة، مبديا امتنانه لكل من رافقوه في مساره السياسي الحزبي والبرلماني، وكذا أثناء ولايته الوزارية. التكريم الذي نظمته وزارة العدل، واحتضنه المعهد العالي للقضاء بالعاصمة الرباط، حضرته شخصيات وازنة، من قبيل المستشار الملكي أندري أزولاي، والوزير الأول الأسبق عباس الفاسي، ورئيس مجلس النواب الحبيب المالكي، والقيادي الاشتراكي إسماعيل العلوي، والكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي إدريس لشكر. كما ألقيت فيه كلمة أرسلها الوزير الأول الأسبق عبد الرحمان اليوسفي إلى الحضور. الراضي الذي بدا متأثرا طوال اللقاء، شكر في كلمة له كل من اشتغل معه طوال مساره السياسي والحزبي والوزاري، مثمنا كلماتهم الرقيقة في حقه. وأضاف "حضور اليوم تشريف حقيقي لي، فأنا لم أشتغل يوما لوحدي، بل عملت على الدوام بمعية زملاء آخرين، خصوصا بعد أن كلفني الملك محمد السادس بوزارة العدل". وأوضح الراضي أن "الملك من خلال تكليفه بوزارة العدل كان يرمي إلى بناء مشروع مملكة محمد السادس، ويهدف إلى إصلاح القضاء، فقدراته لم تكن تقنية، بل سياسية تسترعي الإصلاح، الذي يختلف حوله العديد من الأشخاص، رغم أن لهم نفس الهدف المنشود في التغيير". وأشار إلى أنه التقى بالعديد من الشخصيات الفريدة طوال مساره السياسي، منها المستشار الملكي أندري أزولاي، الذي عرفه عليه المهدي بنبركة، سنة 1958، وقدمه إليه كمناضل يحمل همّ الوطن وازدهاره، مشيرا الى اعتزازه بكل من اشتغلوا معه. من جهته، قال عبد الرحمان اليوسفي، الوزير الأول الأسبق، إن الراضي أخ له في النضال الوطني والتقدمي، وأنه "يجسد قصة جيل لم يخطئ موعده مع التاريخ، وانخرط في النضال من أجل مغرب المؤسسات والديمقراطية بكل ما كلفه الأمر من تضحيات". وأضاف اليوسفي في رسالته، التي ألقيت في حفل التكريم، أن "المغرب توصل إلى الاستقلال وبناء الدولة بتضحيات الوطنيين، ومنهم عبد الواحد الراضي، الذي يمثل تجربة لتأدية الواجب، وحماية الصالح العام"، مشيرا إلى أن "بنبركة كان أول من تفطن إلى قدرات الرجل ومنحه أدوارا محورية في مشروع بناء طريق الوحدة". وأكد القيادي الاتحادي السابق أن "الوضوح السياسي والكفاءة العلمية وصدق السلوك كانت وراء فوز الراضي الدائم بالانتخابات في دائرة سيدي قاسم على المستويين التشريعي والجماعي"، مضيفا أن عميد البرلمانيين المغاربة هو "مثال للنزاهة والثقة"، وأنه كان "مساندا الملك لما قدمه كنموذج رجل يعول عليه".