شرع بعض أصحاب سيارات الأجرة على مستوى مدينة الدارالبيضاء ونواحيها، خلال الأيام الماضية، في الرفع من تسعيرة النقل بعدد من الخطوط، تعبيرا منهم عن تذمرهم من الزيادات التي يشهدها قطاع المحروقات. وأثارت الزيادات التي أقرها أصحاب سيارات الأجرة الكبيرة، التي تفاوتت بين نصف درهم ودرهم، غضب المواطنين الذين يستعملون هذه الوسيلة للتنقل صوب مقرات عملهم، خاصة بالنسبة للمتوجهين من البرنوصي إلى مركز العاصمة الاقتصادية. ومن المنتظر، بحسب ما أسر به بعض سائقي سيارات الأجرة الكبيرة، أن يشهد الخط الرابط بين الدارالبيضاء والمحمدية عبر الشريط الساحلي زيادة في الأسعار خلال الأسبوع المقبل؛ الشيء الذي سيزيد من الاحتقان بين المواطنين والسائقين. ويبرر أصحاب سيارات الأجرة الكبيرة هذه الزيادات في أسعار الرحلات ببعض الخطوط بارتفاع أسعار المحروقات، التي باتت تلهب جيوبهم وتؤثر بشكل كبير على مدخولهم كسائقين مهنيين، وتضعهم في موقف محرج مع أصحاب "الكريمات". وعلى الرغم من نفي مصطفى الكيحل، الكاتب العام الوطني للنقل الطرقي بالمغرب، أن تكون التنظيمات النقابية قد دعت إلى الزيادة في أسعار الرحلات ببعض الخطوط، إلا أنه أكد أن السائقين المهنيين سيقومون، بدءا من الاثنين المقبل، ب"رد فعل" على الزيادات في أسعار المحروقات أمام صمت حكومة سعد الدين العثماني. وقال الكيحل في تصريح لهسبريس إن "الزيادة في التعريفة تكون لها ضوابط وتخضع لتشاور بين المهنيين بالقطاع"، لافتا إلى أن السائقين تضرروا من الزيادة في أسعار المحروقات التي أثرت على جميع القطاعات، خاصة قطاع سيارات الأجرة. وأضاف المسؤول النقابي أن المهنيين "دخلوا في حراك مع الحكومة لجبر الضرر عبر تعويضهم، وفي حالة ما لم تتم الاستجابة سيتم اللجوء كخيار أخير إلى رفع التسعيرة لجبر الضرر"، داعيا المواطنين إلى وضع يدهم في يد السائق المهني، لأن هذا الأخير "لا أحد يهتم به ويضطر إلى الرفع من الأسعار لجبر الضرر". واتهم الكاتب العام للنقابة المذكورة حكومة العثماني بالصمت حيال ما يجري من ارتفاع في أسعار المحروقات، مؤكدا أن التنظيمات المهنية ستلجأ إلى إضرابات ووقفات على الصعيد الوطني لإثارة الانتباه ورد الاعتبار للسائق المهني المتضرر من ذلك. وقررت المكاتب النقابية الممثلة لقطاع سيارات الأجرة بجهة الدارالبيضاءسطات، عقب اجتماع لها، تنظيم وقفة احتجاجية يوم الاثنين بشارع محمد السادس، للمطالبة برفع الضرر عن السائقين المهنيين والمواطنين بسبب ارتفاع أسعار المحروقات.