وصل المحتجون القادمون من دوار ايت داود الواقع بجماعة إغيل نمكون، اليوم الجمعة، إلى أمام مقر عمالة إقليم تنغير، من أجل المطالبة بإيجاد حلول مستعجلة لأزمة النقل المدرسي، والإسراع بتوفيرها لفائدة أبنائهم. المحتجون أجمعوا في تصريحات متطابقة لهسبريس على عزمهم خوض اعتصام أمام عمالة إقليم تنغير من أجل الضغط على السلطات الإقليمية لتوفير وسائل النقل المدرسي لأبنائهم، إسوة بباقي الدواوير، في انتظار مواصلة مسيرتهم الاحتجاجية التي انطلقت منذ خمسة أيام نحو مقر الولاية بالرشيدية، في حالة ما إذا لم يتم الوصول إلى اتفاق يرضيهم. عبوش مرزيغي، واحدة من المشاركات في المسيرة الاحتجاجية، قالت إن "الساكنة صبرت أكثر من اللازم وجميع الأبواب أغلقت في وجهها؛ ما دفعها إلى الخروج في مسيرة احتجاجية"، مضيفة أن "المحتجين تعهدوا بأن لا يعودوا إلى ديارهم إلا إذا تحقق مطلبهم المتمثل في توفير سيارات النقل المدرسي"، متسائلة: "كيف لنا أن نعود دون أن نحقق المطلب الذي بسببه توفيت واحدة منا؟"، وفق تعبيرها. وحمّلت المتحدثة، في تصريح لهسبريس، السلطات الإدارية والمنتخبة مسؤولية وفاة إحدى المشاركات في هذه المسيرة قبل يومين، معتبرة أن "المجالس المنتخبة تمارس سياستها الانتخابية على حساب مصالح المواطنين"، وطالبت وزارة الداخلية ب"ضرورة فتح تحقيق في توزيع سيارات النقل المدرسي بالإقليم للوقوف على حجم الاختلالات التي تشوب هذا القطاع"، كاشفة أنهم جاؤوا إلى العمالة للتحاور مع العامل، فأخبروهم بأنه في عطلة. وفي تصريحات هاتفية متطابقة أدلوا بها لهسبريس، شدد المحتجون على أنهم تلقوا مجموعة من الوعود من قبل المسؤولين بالعمالة وبالمجالس المنتخبة من أجل الاستجابة لمطلبهم بتوفير سيارات النقل المدرسي، معتبرين أن "هذه الوعود تبقى وعودا كاذبة ومجرد كلام لربح المزيد من الوقت"، متوعدين بمواصلة سيرهم نحو الرشيدية والرباط لإيصال صوتهم ومعاناتهم إلى أصحاب القرار. حري بالذكر أن مطالب توفير النقل المدرسي لفائدة تلاميذ دوار أيت داود، بجماعة إغيل نمكون، تسببت في اليومين الأخيرين في وفاة سيدة كانت مشاركة في مسيرة مشيا على الأقدام نحو العمالة، إثر سقوطها في منحدر خطير نتيجة الظلام الذي يعم طريق المحتجين ليلا. وعلاقة بموضوع النقل المدرسي، طالب عدد من الدواوير بالإقليم السلطات الإقليمية بالتدخل من أجل استفادتهم من حافلات النقل المدرسي لتخفيف معاناة التلاميذ، خصوصا بدوار أيت إحيا بجماعة أحصيا. ولم تستبعد مصادر مسؤولة، في تصريح لهسبريس، أن يسبب موضوع النقل المدرسي احتقانا جديدا بالإقليم.