قال سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية رئيس الحكومة، إن شبكات التهريب هي المسؤولة عن وفاة ابنة تطوان "حياة"، وأن رصاص البحرية الملكية "لم يكن موجها إليها بالذات؛ لأن مافيات التهريب تخفي ما يحمله القارب". وأضاف العثماني، خلال كلمة له في الملتقى الجهوي الأول لنساء العدالة والتنمية، مساء اليوم الأحد بطنجة، "كلنا تألمنا لوفاة حياة، وقد تم فتح تحقيق في الحادث؛ لكن يجب أن يكون الغضب الشعبي موجها نحو هذه المافيات؛ لأنها تصنع الوهم، وليس ضد السلطات". رئيس الحكومة أشاد، في كلمته، بمدينة طنجة وبعمرانها ونظافتها معتبراً إياها أفضل مثال على أن هناك أموراً جيدة في المغرب، مضيفا "بعض الجرائد الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي توحي بأن المغرب كل شيء فيه أسود، مع أننا نعيش إيجابيات يوميا، على رأسها نعمة الأمن والاستقرار". العثماني، الذي كان يعرج بشكل خفيف، أوضح أنه على الرغم من الكسر الذي أصاب إحدى قدميه، أبى إلا الحضور "إكراما للمرأة"، مؤكدا أن الاهتمام بالمرأة "جزء أساسي من برنامجنا وهمومنا"، مستحضرا في الآن ذاته كتاباً أصدره في أواخر الثمانينيات بعنوان "قضية المرأة ونفسية الاستبداد" قال إنه دعا من خلاله إلى "محاربة نفسية الاستبداد ضد المرأة، داعيا إياها إلى التحرر إيجابيا لتكون عضوا فاعلا في المجتمع". من جانبها، أوضحت بسيمة الحقاوي، وزيرة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، أن ما يحدث بباب سبتة لمجموعة من النساء المغربيات جعل الوزارة "تفكر في إطلاق برامج خاصة، ستشمل ثلاث مناطق بالمغرب، وهي الآن في إطار بلورتها"، داعية المجالس الجهوية إلى الانضمام إلى هذه البرامج. وأضافت الحقاوي: "لقد تمكننا من إخراج عدد من القوانين إلى الوجود، على الرغم من أن الشأن النسائي ليس عاديا ولا ميسّرا، حيث عانينا كثيرا من أجل تحقيق هذه الخطوات، وعلى رأس هذه القوانين قانون العنف ضد النساء". وقالت جميلة المصلي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة نساء العدالة والتنمية، إن المجتمع المغربي عبر تاريخه عرف بقيم التضامن والتكافل، موردة في كلمتها أن مبادرة دعم الأرامل "هي إعادة اعتبار لقيم التضامن والتكافل الاجتماعي، مع ضرورة إيلاء المزيد من الاهتمام بالنساء، القرويات منهن على وجه الخصوص". وأضافت المتحدثة، التي تشغل منصب كاتبة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، أن هؤلاء القرويات "قويات على الرغم من الظروف، ويتحدين الصعاب، ويشتغلن من أجل تمدرس بناتهن وأبنائهن.. لذا، لا بد من تشجيعهن من جميع الجوانب، اقتصادية كانت أو اجتماعية". حري بالذكر أن اللقاء عرف، في الختام، احتفاءً بعبد الله اشبابو، القيادي السابق في حزب العدالة والتنمية بطنجة، والذي سلم نسخة من كتابه الجديد "من منبر الدعوة إلى معترك السياسة" إلى الضيوف الحاضرين بالمنصة.