تتدافع مجموعة من السينمائيين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بقوة للتخلص من الصور النمطية التي يتم وضعها في هوليوود للعرب، وذلك بوضع ثقلهم في المهرجانات الدولية الكبرى للمطالبة بالكف عن وضع العرب في قالب الأدوار الشريرة في الأفلام. بعد مروره بمهرجان كان بأول فيلم روائي طويل له "يوم الدين"، يرى المخرج المصري-النمساوي أبو بكر شوقي أنه رغم التقدم في عرض التنوع والأقليات في قطاع السينما، مازال هناك الكثير لتحقيقه في هذا الصدد بالشرق الأوسط. وفي تصريحات لوكالة (إفي)، قال شوقي الذي ترشح فيلمه لجائزة السعفة الذهبية بمهرجان كان، ورشحته مصر لخوض سباق جوائز الأوسكار الأمريكية في فئة أفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية، إنه "رغم الكثير من التقدم المحرز في طرح موضوعات السياسة والتنوع والأقليات، لا تزال هذه الموضوعات غير مطروحة في الشرق الأوسط". وأشار شوقي (33 عاما) من منتجع الجونة بالغردقة المطلة على البحر الأحمر، حيث فاز "يوم الدين" بجائزة افضل فيلم عربي روائي طويل بالنسخة الثانية من مهرجان الجونة السينمائي، إلى أن أغلب الأدوار التي تقدم للعرب والأشخاص أصحاب الأصول العربية، هي أدوار "الإرهابيين". وتأسف على أن الشرق الأوسط "دائما الأخير" في تناول موضوع تنوع الأدوار في السينما. ووفقا لدراسة منشورة في العاشر من سبتمبر/أيلول من قبل تحالف (MENA ARTS ADVOCACY COALITION ) الذي يدافع عن فنون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومقره في هوليوود ويحظى بتمويل عدد من جامعات كاليفورنيا، الممثلون والشخصيات التي تنحدر من الشرق الأوسط أو من شمال أفريقيا، يأخذون أدوارا نمطية محددة أو مهمشة في التليفزيون. وبعد تحليل سيناريوهات 242 مسلسلا عُرض وقت الذروة في الولاياتالمتحدة خلال موسم 2015-2016 وجد الباحثون أنه بين 90 و97% من الأعمال لا تضم شخصيات من هذه الأصول وفي حالة ظهورها تنحصر الأدوار بنسبة 78% في "الطغاة والإرهابيين المدربين أو عملاء أو جنود". وفي نفس السياق، أوضحت ل(إفي) الممثلة والمخرجة اللبنانية الشابة كارمن بصيبص (29 عاما) أنه "لا يمكن أحيانا رؤية أبعد" من أدوار الإرهابيين في الممثلين العرب. وأضافت بصيبص التي ذاع صيتها بظهورها في مسلسل (ليالي أوجيني) المصري المأخوذ من المسلسل الإسباني (أكاسياس 38)، "إنها مشكلة لأننا جميعا نتأثر كثيرا من الإعلام". أما المخرجة السورية سؤدد كعدان الفائزة بجائزة أفضل عمل أول في مهرجان فينيسيا الدولي عن فيلمها (عندما أضعت ظلي)، فترى أن "الحل الوحيد" للقضاء على تلك القوالب هي "ضرورة قيام المخرجين العرب بأفلامهم حول المنطقة بإنتاج عربي". وأوضحت سؤدد التي لم تستطع المشاركة في مهرجان الجونة لعدم حصولها على تأشيرة دخول مصر، إنه لا يزال هناك افتقار ل"صناعة محلية تشجع وتساعد وتدعم" الأفلام المصنوعة من جانب من العرب لعرض قصصهم ووجهات نظرهم. فيما اعترفت ل(إفي) المخرجة التونسية كوثر بن هنية التي عُرض فيلمها (على كف عفريت) الذي يحمل بالانجليزية اسم (الحسناء والكلاب) في مهرجان كان هذا العام، بأنه "للأسف هناك حاجة لمهرجان كبير" لأفلام ناطقة بالعربية لدفع التوزيع على الصعيد العالمي. وشددت بن هنية الحائزة على جائزة العفو الدولية من مهرجان سان سباستيان 2018 على أنه منذ ثورة 2011 في تونس بات يمكنها تصوير "بحرية" أي نوعية تريدها من الأعمال في البلاد. *إفي