لم يخضع مسجد محمد السادس لحوار الحضارات بمدينة "كوكيمبو"، الواقعة شمال جمهورية تشيلي، لأية أعمال صيانة منذ أزيد من عشر سنوات؛ وهو ما دفع بلدية المنطقة ذاتها وسفارة المغرب بالعاصمة سانتياغو إلى اتخاذ قرار بشأن إعادة بناء هذه المعلمة التاريخية والثقافية والدينية، المشيدة على الطراز المعماري المغربي الأصيل، بهدف توفير جو مريح للزوار الذين يلجون إليها كل يوم قصد التعرف عن حضارة وثقافة المملكة. وأوضحت إدارة المسجد، الواقع فوق تل "بيا دومينانتي"، أن أشغال الصيانة ستستمر لمدة ستة أشهر، إضافة إلى أن أبواب المركز ستظل مغلقة في وجه الزائرين بغرض إفساح المجال لعملية ترميمه وتحسين بنيته التحتية في ظروف ملائمة، مبرزة في الآن ذاته أن هذا المعبد أصبح رمزا ثقافيا ودينيا على مستوى المحلي والوطني، لا سيما أنه يسهم في مد جسور التواصل بين شعوب أمريكا اللاتينية والجاليات المسلمة المقيمة بالقارة. وفي هذا السياق، قالت كنزة الغالي، سفيرة المملكة بجمهورية تشيلي، إن المبادرة تروم إعطاء صورة جديدة وحافزا قويا للمسجد، من خلال تعزيز برامجه وأعماله وأنشطته المتعددة، معبرة عن اعتذارها بسبب قرار إغلاق هذا المركز أمام ساكنة المنطقة والسياح الذين يحرصون على زيارته من مختلف المدن، قبل أن تؤكد أن "المعلمة ستخضع لأشغال مهمة بغية تحسين جانبها الجمالي وتقوية أعمدة مئذنتها"، وفق تعبيرها. من جهته، أشار مارثيلو بيرييرا، عمدة مدينة كوكيمبو، إلى أن معدل زوار مركز محمد السادس لحوار الحضارات، المعروف في صفوف أبناء الساكنة المحلية باسم "La Mezquita"، يزداد بشكل ملحوظ؛ وهو ما يستدعي إعادة تأهيله لكي يصبح رمزا ثقافيا ودينيا وأيقونة سياحية في الوقت نفسه. وأضاف مارثيلو، في تصريحات نقلتها صحيفة "إل ديا" الشيلية: "نريد مسجدا بحلة جديدة، وليس مركزا تعبديا يعرض حياة الأشخاص الذين يزورونه لخطر حقيقي"، على حد وصفه. "المنطقة شهدت زلازل ألحقت أضرارا طفيفة بالبنية التحتية للمعلمة التي نحلم منذ مدة بإعادة ترميمها"، يورد العمدة قبل أن يشيد بقرار السفارة المغربية التي وافقت على الشروع في أعمال إعادة تهيئة المركز على امتداد ستة أشهر، في انتظار إعادة فتح أبوابه في وجه الزائرين الذين يقدر عددهم ب25 ألف سنويا، باعتباره المعلمة الوحيدة التي تجسد النمط المعماري المغربي بالقارة. ووفقا للمنبر الإعلامي نفسه فإن بلدية "Coquimbo" تعمل دوما على تحسين والحفاظ على مرافق المسجد من أجل توفير ظروف وخدمات مثلى للراغبين في زيارته، مردفة بأن السلطات الشيلية ونظيرتها المغربية تسعيان إلى تعزيز دور هذا المركز لكي يصبح معلمة سياحية على المستويين الوطني والدولي، حيث سيتم تثبيت شاشات تسمح للزائر بمعرفة المزيد عن تاريخ وثقافة وحضارة المملكة المغربية بالصوت والصورة.