طردت مصالح الشرطة الوطنية الإسبانية مهاجراً مغربياً يبلغ من العمر 39 عاماً نحو بلده الأصلي، بعدما كشفت تقارير استخباراتية تورّطه في نشر أفكار متطرفة تنهلُ من مرجعيات دينيةٍ مُتشددة داخل مركزٍ للتعبد بمدينة لا ربيتا التابعة لإقليم غرناطة الإسباني. ووفق ما أوردته صحيفة "abc"، فإن المهاجر المعني بقرار الطرد، وهو إمامٌ وأستاذ للدين، كان يقوم بالترويج للإيديولوجية السلفية الوهابية وسط الجالية الإسلامية التي تلجأ إلى مركز التعبد الذي يشتغلُ فيه، مشيرة إلى أن "الإمام المغربي كان يستغلُّ المركز الديني من أجل تمرير أفكارٍ معادية للتسامح وتهدد الأمن القومي الإسباني". وتبعا للمصدر ذاته، فإن المهاجر المغربي كان إماماً للجالية الإسلامية المقيمة في لا ربيتا بإقليم غرناطة، حيث كان يعملُ على نشر رسائل متطرفة؛ من بينها "عدمُ دمج المسلمين في المجتمع الإسباني، والدعوة إلى محاربة الفسق والرذيلة المنتشرة في الأرجاء الأوروبية". كما كان "يدعو النساء إلى ارتداء النقاب وعدم الاختلاط مع الرجال في العمل والحياة اليومية". وأشارت الصحيفة، أيضا، إلى أن الإمام المغربي كان يظهر موقفًا راديكاليا خلال خطب الجمعة بمهاجمته للأئمة الذين يدعون المسلمين إلى الامتثال للقانون الإسباني، حيث كان يوصي بإلغاء القيم ومبادئ الدستور لأنهما يتعارضان مع "قانون الله" والشريعة الإسلامية. وأوردت السلطات الإسبانية أن طرد المهاجر المغربي "يمثل جزءا من التدخلات الاستباقية الوقائية التي تهدف إلى عزل الأفكار المتطرفة عن المجتمع الإسباني وكل ما من شأنه تهديد سلامة الدولة وأمنها". وتظلُّ الجارة الشمالية للمملكة، حسب عدد من التقارير، أوَّل عشٍّ يفرِّخُ الإرهاب في أوروبا. كما تُشكّل مرتعاً خصباً يدلف منه الداعون إلى الجهاد ومبايعة تنظيم "داعش"، الذي باتَ يراهنُ على الأجيال الثانية من المهاجرين الذين يشكلون تهديداً قويا للبلاد. وكان تقرير نشرته صحيفة "لا ريوخا" أظهر عجز الداخلية الإسبانية عن السيطرة على مراكز العبادة والمساجد بإسبانيا، مؤكداً أنه بالرغم من إعلان السلطات، بعد الهجمات الإرهابية، إجراءات لتعزيز الضوابط على الأئمة والمساجد في جميع أنحاء البلاد، فإن الداخلية لا تستطيع السيطرة إلا على 100 من مراكز العبادة الإسلامية. وتشير تقديرات وزارة الداخلية الإسبانية وجود حوالي 600 مركز ديني إسلامي غير مصرح به، حيث تنتشرُ في بلديات إسبانية "مساجد سرية" في العديد من الأماكن، من شقق خاصة إلى محلات تجارية ينشر بعضها خطاب التطرف والعنف. ويبلغُ عدد الجالية المسلمة بإسبانيا حوالي مليوني مسلم؛ من بينهم من يتبع الأفكار المتشددة التي تدعو إلى الإرهاب والتطرف، وهناك العديد من الذين ينتمون إلى جماعات إسلامية تنشطُ في أوروبا.