اهتمامٌ إعْلاَمِيّ دُوليٌّ كَبيرٌ لقيه إعلان قائد حراك الريف، ناصر الزفزافي، بتعليق إضرابه المفتوح عن الطعام والماء بعد مرور أسبوع على خوضه معركة "الأمعاء الخاوية"؛ إذ أوردت كبريات الجرائد العالمية خبر توقيف قائد الاحتجاجات في الحسيمة المدان بعشرين سنة لإضرابه الذي أرادهُ أن يكون حتى الشهادة، تَتَقَدَّمُها "لوموند" الفرنسية، ووكالة "إيفي" الإسبانية، وموقع مجلة "باري ماتش"، و"لوباريزيان"، التي تناقلت الخبر ساعات قليلة بعد إعلانه. جريدة "لوباريزيان"، المحسوبة على اليسار الفرنسي، أوردت في قصاصة مأخوذة عن وكالة الأنباء الفرنسية "أ. ف. ب" أن "ناصر الزفزافي قام بإخبار محاميه بتعليقه للإضراب المفتوح الذي كان قد شرع فيه بسبب مضايقات داخل السجن يتعرض إليها"، ناقلة على لسان دفاعه أن "الزفزافي أوقف رسمياً إضرابه عن الطعام الذي بدأه قبل أسبوع للتنديد بأوضاع اعتقاله دون أن الإشارة ما إذا كانت ادعاءات موكله قد استوفيت". وعاد المنبر الفرنسي إلى سياق اعتقال الزفزافي خلال ماي من العام الماضي بعدما قاد احتجاجات اجتماعية في منطقة الريف في شمال البلاد، حيث أدانه القضاء بالسجن لمدة 20 عاماً بتهمة "التآمر على أمن الدولة"، قبل أن يشير إلى أن "الأمر يتعلق برجل عاطلٍ عن العمل ألهب الاحتجاجات في الشمال وعُرف بخطاباته اللاذعة تجاه السلطة". من جانبه، ذكر موقع مجلة "جون أفريك" الفرنسية أن "الوجه المعروف في احتجاجات الريف قد علّق فعلا إضرابه المفتوح عن الطعام"، مضيفاً أن "السلطات قد استجابت لمطالبه وأعادته إلى الزنزانة حيث يتواجدُ باقي رفاقه". وأورد المنبر المعروف بقربه من مراكز القرار المغربي أنه سبق لناصر الزفزافي أن أعلن إضرابا عن الطعام حتى الموت احتجاجا على "المضايقات والتعذيب" في السجن، وللمطالبة بنقله من الزنزانة الانفرادية إلى "زنزانة لائقة"، حيث يمكنه التواصل مع السجناء الآخرين، وهذا ما أكده والده الذي تلى رسالة وداع أخيرة لابنه قبل أسبوع. أما جريدة "لوموند" الشهيرة فكتبت بالبنط العريض "قائد حراك الريف يوقف إضرابه عن الطعام"، موردة في قصاصة خبرية حول الموضوع أن "الزفزافي أراد أن يدين القمع والظلم اللذين يتعرض لهما داخل السجن". من جهة أخرى، نقلت وكالة الأنباء الاسبانية تفاصيل خبر توقيف الزفزافي لإضرابه المفتوح عن الطعام والماء معتمدة على شهادة المحامي محمد زيان الذي قال إن "احتجاجات الزفزافي مبررة بسبب الظلم والمعاملة القاسية التي يتعرض لها داخل السجن". وكان والد "أيقونة حراك الريف" أعلن، في مقطع "فيديو"، أن "ناصر أبْلغ والدته، خلال اتصال هاتفي من سجنه، بدخوله في إضراب عن الطعام والماء والسكر حتى الاستشهاد"، بالنظر إلى ما تعرض إليه من "مضايقات واستفزازات وتعذيب، طيلة مدة سنة و3 أشهر التي قضاها في الكاشو". وقال أحمد الزفزافي، الذي ألقى رسالة قائد الاحتجاجات في الريف من داخل بيته في الحسيمة، إن ابنه "مُصمم على الانقطاع عن الأكل وشرب الماء حتى تتحقق مطالبه"، واصفا إضرابه عن الطعام بأنه "إضراب اللاعودة"، موضحا أن "ناصر لا يطالب بأكثر من الحقوق التي يتمتع بها باقي رفاقه.. أن يخرجوه من "الكاشو" إلى زنزانة لائقة حيث يمكنه لقاء رفاقه والحديث إليهم".