في وقت تنفي الحكومة المغربية أي علاقات رسمية مع إسرائيل، تستمرُ المبادلات التجارية بين المغرب والكيان الصهيوني، إذ ارتفعت صادرات المملكة إلى الدولة العبرية من 5 ملايين إلى 25 مليون دولار على مدى السنوات الخمس الماضية. ونقلَ راديو الجيش الإسرائيلي عن معهد ميتفيم الإسرائيلي للسياسات الخارجية الإقليمية أرقاما تفيد بارتفاع واردات المغرب من إسرائيل إلى أكثر من 39.62 مليون دولار أمريكي عام 2016. وفيما تدين الحكومة المغربية التطبيع مع الكيان الصهيوني، داعية الشعب المغربي إلى التصدي لكل أشكاله، ومقاطعة البضائع الصهيونية وفضح المطبعين، يسجل تقرير إسرائيلي تنوع قائمة المواد والسلع المستوردة من إسرائيل. وأكدت الباحثة المتخصصة في السياسات الخارجية الإسرائيلية الإقليمية، وممثلة معهد التفكير ميتفيم، إينات ليفي، في تصريح لراديو الجيش الإسرائيلي، أن العشرات من المغاربة يتوافدون على إسرائيل، بينهم مهندسون، ومُعلمون، وأطباء، ورجال أعمال وصحافيون. وكشف الخبير الاقتصادي نجيب أقصبي أن التجارة الخارجية مع إسرائيل لم تنقطع، وتتم بصفة غير مباشرة، وزاد: "منذ ثمانينيات القرن الماضي كان المغرب يستورد الطماطم من إسرائيل عبر هولندا..في السابق كانت هناك ممارسة في الخفاء، أما اليوم فكل شيء يتم علنا". وتعليقا على الخطاب الذي تنهجُه الحكومة المغربية لرفض التطبيع، قال أقصبي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن هناك تناقضا بين الخطاب والممارسة الحكومية، مضيفا: "هناك فرق بين الخطاب الرسمي الذي يدعو إلى عدم التطبيع ويقول إن القدس عاصمة فلسطين والواقع". وزاد المتحدث نفسه أن "المصالح الاقتصادية والمالية بين المغرب وإسرائيل تقوّت عبر العلاقات التجارية"؛ معتبرا زيارة الإسرائيليين إلى المغرب ظاهرة تكرس العلاقة بين الطرفين. يشار إلى أن المغرب سجل ارتفاع عدد السياح الإسرائيليين إلى 30 ألفا، رغم تحذيرات الموساد للمواطنين الإسرائيليين. *صحافية متدربة