بات التخزين السحابي للبيانات يحظى بأهمية كبرى نظراً لما يقدمه من حلول تساهم في اقتصاد تكلفة التجهيزات وصيانتها، إضافة إلى جعلها متوفرة كل الوقت وعلى أجهزة مرتبطة بالإنترنيت. ويشمل التخزين السحابي كل الحلول التي تعنى بتخزين البيانات عن بُعد، فبدل الاحتفاظ بهذه البيانات على الأقراص الصلبة أو أجهزة أخرى، تكون متاحة على خوادم (serveur) بعيدة ويمكن الوصول إليها بسهولة عبر الإنترنيت. ولتحقيق هذه الغاية، هناك خوادم ضخمة خاصة بالتخزين يطلق عليها "مراكز البيانات" تعرض خدماتها على مختلف المتدخلين. ولهذه التقنية عدة فوائد، فهي مقتصدة للتكاليف بفضل الاستعمال المشترك للموارد المعلوماتية والفوترة حسب الاستعمال، ما يجعل التخزين السحابي خدمة جذابة جداً من الناحية الاقتصادية. كما تتميز الخدمة بالسهولة، إذ إنها متوفرة كل الوقت، وعلى كل الأجهزة المرتبطة بالإنترنيت، إضافة إلى أن التخزين السحابي يخول، بسهولة وسرعة، إمكانية تخصيص مزيد من المساحات لتطبيقات أخرى للاستجابة لأعباء طارئة في الإنتاج. ويمكن للمستفيدين من هذه الخدمة الولوج إليها بكل سهولة؛ فالمزودون يتعاقدون من الزبون على الالتزام بمستوى متدن جداً من الانقطاع، كما أنها تتكيف مع طبيعة كل المشاريع وتواكب تطوير أي نشاط دون تكاليف إضافية. ولعل أهم فائدة ترتبط بهذه الخدمة هي الأمن، فضمان أمن البيانات هو الكابح الأساسي الذي يحول دون اعتماد التخزين السحابي. ولهذا يلتزم المزودون أمام مستعملي الخدمة بضمان أعلى مستويات الأمن لبياناتهم، من خلال ترقيم هذه البيانات، ومراقبة البرمجيات، وتأمين مواقع التخزين. ولهذه الخدمة أيضاً أثار إيجابية على البيئة، لكونها تقوم على مبدأ "افتراضية الخوادم"، وعلى تشارك الأجهزة ومرونة الخدمات، وبالتالي فهي تنهض بشكل ضمني بالمسؤولية البيئية. كما يتيح التخزين البياني للزبناء حق استعادة البيانات، إذ يلتزم المزودون بإعادة كل البيانات التي في ملك الزبون (فرداً أو مقاولة) عبر بند خاص بهذا الأمر في العقد المبرم بين الطرفين. ومن المتوقع أن تعرف السوق العالمية لخدمات التخزين السحابي نمواً سنوياً في حدود 21.9% إلى غاية 2021. ولا يخرج المغرب عن الدينامية العالمية، إذ أخذت المزيد من المقاولات، من كل الأحجام وفي كل القطاعات، تقتنع اليوم بالفوائد الهامة للتخزين السحابي. وقد لجأ الفاعل الاتصالاتي "إنوي" إلى عدة شراكات مع رواد عالميين في مجال التخزين السحابي مثل "هواواي" و"Dell/EMC" و"VMWare" لتمكين المقاولات المغربية من حلول مبتكرة للتخزين السحابي تخول لها الانخراط في التحول الرقمي دون الحاجة إلى الاستثمار في البنيات التحتية. وبفضل مجموعة خدمات "التخزين السحابيلinwi Business "، يقترح الفاعل الاتصالاتي والرقمي حزمة كاملة من الخدمات للمقاولات، وهي خدمات تشرف عليها كفاءات مغربية، وتعتمد على بينات معلوماتية محتضنة بالمغرب، وتتميز بمستوى عال من الجاهزية. وجاءت هذه الحلول لتعزز رصيد محفظة "التخزين السحابيinwi Business" الذي تشكل فيه "مراكز البيانات" (datacenters) القاعدة الأساسية، لأنها هي التي تخول للفاعل الاتصالاتي احتضان "الخوادم" (serveurs) في فضاء خاص أو مشترك، وذلك على مساحة تبلغ 4 آلاف متر مربع موزعة على المراكز الأربعة التي يملكها "إنوي". ويقدم إنوي ثلاث خدمات متطورة: VPS: خادم افتراضي يستجيب لحاجات المقاولة في ما يخص تطورها المعلوماتي، واحتضان ملفات تدبير العلاقات مع الزبناء (CRM)، وأنظمة الفوترة، وبرمجيات البيع. VDC: يتعلق الأمر بمركز بيانات افتراضي يمنح الامتيازات نفسها التي يوفرها مركز بيانات حقيقي ذو إمكانات تخزين هائلة، وقدرات حسابية كبيرة؛ وهو بالتالي أداة مثالية لترحيل الخدمات المعلوماتية واحتضان التطبيقات المهنية. Baas: هذه الخدمة تسمح بتخزين والمحافظة على البيانات من خلال اختيار المقاولة للسياسة الأمنية والتخزينية التي تلائمها. ويوفر "inwi Business" الخدمة والصيانة 24 ساعة في اليوم وطيلة أيام الأسبوع، والاحتضان الآمن على التراب الوطني داخل مراكز بيانات آمنة، وتخضع للمعايير الأكثر تطوراً في المجال (TIER3)، مانحة لزبنائها ربطاً ومتانة وجاهزية عالية جداً. حول هذا الموضوع، يقول كريم جسوس، المدير التجاري الخاص بالمقاولات لدى "إنوي"، إن هذه العروض تستجيب لرهان مزدوج، الأول عبر المساهمة في تطوير تخزين سحابي مغربي محض ومستقل، والثاني هو رفع التحدي الكبير الذي وضعته الإدارة العامة لأمن نظم المعلومات ((DGSSI في ما يتعلق بمكافحة الجريمة الإلكترونية. وأضاف جسوس أن مكافحة الجريمة الإلكترونية يوفر لها inwi Business "ردوداً محددة وفعالة وملائمة"، واعتبر أن "هذا دليل آخر على انخراطinwi Business إلى جانب المقاولات الوطنية، وتصميمه على مساعدتها لإنجاح تحولها الرقمي".