أحيت تصريحات الناطق الرسمي باسم حركة "النهضة" التونسية، عماد الخميري، بعدم استبعاد ترشح رئيس الحركة، الشيخ راشد الغنوشي، للانتخابات الرئاسية المقبلة، (أحيت) الجدل مجددا عن موقع التيار الإسلامي في المشهد السياسي التونسي. فقد قال الخميري، في تصريح لإذاعة "ديوان آف آم" التونسية المحلية، إنّ "حركة النهضة إذا قدّرت أن يكون مرشحها للانتخابات الرئاسية من داخل الحزب، فسيكون راشد الغنوشي هو المرشح الرئيسي لامتلاكه لكل المؤهلات السياسية لهذا المنصب". وأضاف أنّ "راشد الغنوشي عندما صرح سنة 2011 إثر عودته من لندن بأنه لن يترشح لأي منصب في الدولة، فإنّ موقفه كان مبنيا على ظروف البلاد في تلك الفترة"، لافتا الانتباه إلى أنّ "تغير الموقف جاء نتيجة لتغير ظروف البلاد"، وفق تعبيره. وبينما لم يصدر عن مؤسسات حركة "النهضة" ولا عن قياداتها أي موقف رسمي بشأن ترشح الغنوشي للرئاسيات المقبلة من عدمه، فقد استبعد مراقبون لتطورات الوضع السياسي في تونس إمكانية إقدام "النهضة" على هذه الخطوة في ظل عدم تغير الموقف المحلي والإقليمي والدولي من أن يكون التيار الإسلامي مشاركا في الحكم لا قائدا له. وقال الكاتب والإعلامي التونسي كمال بن يونس إن "الحديث عن ترشيح النهضة لزعيمها الشيخ راشد الغنوشي للانتخابات الرئاسية المقبلة سابق لأوانه، وإن كانت كل المؤشرات لا توحي بإمكانية حدوث هذه الخطوة"، مشيرا إلى إلى أن "التغيرات التي طرأت على المشهد السياسي التونسي بسبب الصراعات التي تشق حزب نداء تونس لم تغير الموقف من موقع الإسلاميين في الحكم". وقال: "هناك اتفاق محلي وإقليمي ودولي على أن موقع الإسلاميين هو المشاركة في الحكم وليس تصدره، وهذا هو الأساس الذي قام عليه التوافق بين التيار الدستوري والتيار الإسلامي في باريس". وأضاف: "لا أعتقد أن المعطيات تغيرت حتى يترشح الغنوشي للرئاسة، على الرغم من حضوره اللافت داخليا وإقليميا"، مستبعدا واستبعد بن يونس أن "يكون تلويح النهضة بترشيح الغنوشي للرئاسة مدخلا لأي عمل أو انعطافة سياسية غير محسوبة". وقال: "التوجه الإقليمي والدولي حتى الآن هو التسويق للتجربة التونسية في ليبيا وفي عدد من دول المنطقة، ولذلك لا أعتقد أن أيا من الأطراف الفاعلة في تونس مستعدة لتغيير هذا الخيار"، على حد تعبيره. يذكر أن حركة "النهضة"، التي تأسست في تونس عام 1981، فازت بانتخابات 23 أكتوبر 2011، أول انتخابات ديمقراطية في البلاد، ومارست الحكم حتى 2014 عبر تحالف "الترويكا" مع حزبين آخرين، ضمن حكومة حمادي الجبالي وحكومة علي العريض. وفي انتخابات 26 أكتوبر 2014، حلت "النهضة" في المرتبة الثانية وشاركت في الحكومات المتعاقبة ضمن تحالف سياسي موسع، لكنها لم ترشح أحدا من صفوفها في الانتخابات الرئاسية التونسية 2014. ويتولى راشد الغنوشي، المزداد في 22 يونيو 1941، رئاسة حركة "النهضة". وكانت حركة "النهضة" قد تصدرت نتائج الانتخابات البلدية التي جرت مطلع ماي الماضي، في انتخابات رآها مراقبون مؤشرا على الانتخابات التشريعية والرئاسية المرتقبة العام المقبل.