شهدت جلسة محاكمة الصحافي توفيق بوعشرين، مدير نشر جريدة "أخبار اليوم" المتابع بتهم أبرزها الاتجار بالبشر، إحضار مصرحتين بالقوة إلى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء. وحضرت ليلة الأربعاء المصرحة "ح.ب"، المسؤولة بالموقع الإخباري التابع لمؤسسة بوعشرين، مرفوقة بعدد من العناصر الأمنية، بعدما كان منتظرا أن تمثل أمام المحكمة ليلة الثلاثاء، إلا أن تعرضها لوعكة صحية وإدلاءها بشهادة طبية جعل المحكمة تؤجل الاستماع إليها. كما أحضرت المصالح الأمنية المصرحة "أ.ه"، والتي كانت متخفية في الصندوق الخلفي لسيارة كانت مركونة في منزل نجل المحامي محمد زيان الكائن بالرباط. واعتبر المحامي عبد الفتاح زهراش أن العثور على مصرحة داخل الصندوق الخلفي لسيارة يعد "خرقا للقانون، وعلى جميع المؤسسات تحمل مسؤوليتها"، مضيفا أن "من يخرق القانون يجب أن يطبق عليه الجزاء". وأردف المحامي زهراش، في تصريح لوسائل الإعلام خلال الاستماع إلى "ح.ب": "لا يمكن أن يقوم محام بدس شاهد في منزله، وعلى المؤسسات التحرك لتطبيق القانون". وتشير المعطيات المتوفرة إلى أنه جرى عرض سبعة مقاطع مصورة على المصرحة "ح.ب"، إلا أنها "غير واضحة ولا يظهر من يوجد فيها". ونفت المصرحة المذكورة، التي بدت واثقة من نفسها ومن تصريحاتها، علاقتها بالمقاطع المعروضة، وأكدت أن من يظهر فيها لا علاقة له بها. واعتبرت المصرحة وفق ما نقلته مصادر الجريدة القبل والمصافحة بالوجه "أمرا عاديا بين الزملاء"، وأن ما يربطها بالمتهم هو "علاقة صداقة وزمالة"، خاصة أنها قضت سنوات في الاشتغال مع توفيق بوعشرين وتعرف عائلته عن قرب. إلى ذلك أكد النقيب السابق عبد اللطيف بوعشرين، محامي الصحافي ناشر "أخبار اليوم"، أن "من الطبيعي بعد قضاء مدة مع زميل أن تكون هناك قبلات، وهي قبلات زمالة"، وأضاف في تصريح لوسائل الإعلام: "هذه أمور عادية..المغرب يعيش انفراجا، والمصافحة تم تجاوزها..هذا تقدم لكنه لا يعني الإباحة". وشدد النقيب السابق على أن المصرحة أكدت أن هناك "أخوات كانت لهن مشاكل في المؤسسة، لكن توفيق غير معني بذلك، وجميع الصعوبات والمشادات الكلامية هي من تحسم فيها دون حاجة إلى مراجعة المدير". ولازالت مرحلة الاستماع إلى المصرحة المذكورة مستمرة؛ فيما سيتم بعد ذلك الاستماع إلى المصرحة التي جرى استقدامها عن طريق استعمال القوة العمومية بعد العثور عليها متخفية في الصندوق الخلفي لسيارة كانت مركونة في منزل نجل المحامي محمد زيان الكائن بالرباط.