أطلق مجموعة من الشباب بمدينة مكناس مبادرة "Share Lkhir"، أي "أنشر الخير"، والهدف منها إظهار الخير الموجود في الجيل الجديد من الشباب، والتعبير عن استعدادهم لخدمة مجتمعهم وتغيير الصورة النمطية التي تقول إنهم "جيل مستهتر ومتكاسل لا ينفع في شيء". وعن أصل الفكرة، يوضح حمزة الخياري، أحد الشباب القائمين على المبادرة، أنها جاءت بعد تعرفهم على منظمة وورد ميريت World Merit العالمية التي تهدف إلى تشجيع الشباب وتحفيزهم على إحداث تغيير في مجتمعاتهم وتعريفهم بما يحدث حول العالم. المنظمة ذاتها أطلقت مسابقة team2030 التي يتبارى فيها الشباب عبر العالم عن طريق مبادرات اجتماعية. اجتمع خمسة من أبناء مدينة مكناس، كل منهم من تخصص دراسي ومهني مختلف، إلا أن حب العمل التطوعي جمعهم ليطلقوا حملة "شير فالخير"؛ وهي حملة تتكون من عدة تحديات، الهدف منها خدمة المجتمع والقيام بتصرفات تحدث تغييرا في المحيط القريب لكل فرد. "التغيير يبدأ من أدق التفاصيل"، هذا ما آمن به هؤلاء الشباب، وبنوا عليه فكرة الحملة، فانطلقوا من مبدأ التنافس وتحدي الأصدقاء حتى يسعى كل فرد إلى تغيير سلوكه، ومن ثم إحداث تغيير تدريجي في محيطه ومدينته. إضافة إلى أن هؤلاء الشباب مقتنعون بأن المبادرات مهما كانت بسيطة لا بد أن تترك بعض الأثر. يقول الشاب حمزة الخياري إن التحدي الأول الذي وقع اختياره سمي "دير شكرا"، ويهدف إلى إعادة إحياء ثقافة الشكر التي بدأت في الاندثار داخل المجتمع، وكذا التعبير عن الاعتراف والامتنان للذين لهم الفضل علينا. وكلمة شكرا غير كافية، لذا وجب القيام بفعل الشكر وتوثيقه، ومن هنا يقوم المشاركون في التحدي بشكر الناس ويوثقون ذلك ب"فيديو" ثم ينشرونه في مجموعة أنشئت لنشر التحدي. تحدي "دير شكرا" يستمر لمدة ستة أيام، يقوم خلالها المشاركون بفعل مبادرات وتوثيقها ومن ثم مشاركتها على مواقع التواصل الاجتماعي. ولا وجود لشكل محدد ينبغي أن تكون عليه المبادرة، فباب الإبداع مفتوح أمام الجميع، وإن كان القائمون على المبادرة اقترحوا أشكالا لتبسيط الفكرة وجعل الناس قادرين على تصورها على أرض الواقع، من قبيل شكر الأم أو الأخت أو الزوجة عن طريق مساعدتها في تحضير وجبة الإفطار أو غسل أواني يوم كامل، خاصة أن هذا التحدي يتزامن مع شهر رمضان. وعرفت الحملة تجاوبا كبيرا، وأبدع المشاركون في أشكال الشكر. ولعل أكثر المبادرات تميزا تلك التي قامت بها شابة من مدينة مكناس، تدعى "تيملي بلعيد"، قررت شكر عمال النظافة الذين لا يلقون التقدير الكافي وإن كان فضلهم علينا كبيرا، فاستيقظت باكرا وخرجت إلى الشارع، واستعارت من أحد العمال لباسه وانخرطت بدورها في جمع النفايات. ولقيت هذه المبادرة ترحيبا من طرف باقي المنخرطين في التحدي، إضافة إلى كونها أسعدت عمال النظافة الذين ظهروا في نهاية "الفيديو" مسرورين وممتنين لهذه الشابة التي تقدر عملهم وتعترف بجميل صنيعهم. *صحافية متدربة