يُواصل المغرب سياسة تنويع مصادر اقتنائه للأسلحة المتطورة الفتاكة؛ فقد كشفت تقارير روسية أن المملكة تستعد لاقتناء طائرات "ميغ 35" حديثة الصنع. وكان لافتاً خلال السنوات الماضية تخصيص الرباط لميزانيات ضخمة بُغية الرفع من القدرات العسكرية وتحديث الأسطول الحربي المغربي، الذي بات يتموقع ضمن أقوى الجيوش الإفريقية. وتنتمي طائرات "ميغ 35" إلى "الجيل 4++" من المقاتلات الخفيفة، وتستطيع أن تُحقق النجاح أثناء المعركة الجوية، كما تقدر على قصف الأهداف الأرضية والبحرية بالصواريخ الموجهة دقيقة التصويب دون أن تدخل إلى مجال عمل مضادات الطيران المعادية. موقع "ميليتاري ووتش ماغازين"، المتخصص في الشؤون العسكرية، كشف أن العديد من دول منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، من بينها المغرب ومصر وقطر والعراق والإمارات العربية المتحدة، أبدت اهتماما لشراء مقاتلات "ميغ 35"، نظرا لانخفاض أسعارها وتكاليف الصيانة، إضافة إلى أدائها المتميز. وأوردت تقارير روسية أن هذا النوع من الطائرات يُمكن تجهيزه بمختلف أنواع الذخيرة الموجهة وغير الموجهة من طراز "جو-جو"، وهو قادر على تدمير الهدف على مسافة 130 كلم، كما يتميز بأنه إحدى أكثر الطائرات القتالية قدرة على المناورة في العالم. ويرى مراقبون أن المغرب دخل على خط المنافسة مع الجزائر في السوق الروسية للأسلحة، التي تعتبر أكبر مزود للجارة الشرقية، وهو ما يُنذر بتحول استراتيجي يفتح جبهة سباق التسلح بين البلدين على مصراعيه، في ظل تصاعد مؤشرات رياح الحرب القادمة من الحدود الصحراوية. الشرقاوي الروداني، باحث في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، اعتبر أن لجوء المغرب إلى السلاح الروسي راجع إلى العلاقات القوية بين الرباط وموسكو، التي تعززت خلال السنوات الماضية، مشيرا إلى أن الخصائص الفنية للأسلحة الروسية تنطبق على المناخ الإقليمي الصحراوي ومنطقة شمال إفريقيا. وتابع الخبير في الشؤون الأمنية والعسكرية أن الأسلحة الروسية لديها قدرات متطورة للتحمل، خاصة في المناطق الصحراوية والعواصف الرملية، ولفت إلى أن "تنويع المصادر في اقتناء الأسلحة لا يعني الاستغناء على الحلفاء التقليديين، بل يُؤكد الذكاء المغربي في سياسة رابح-رابح التي باتت تنهجها الرباط مؤخرا". وأشار الشرقاوي الروداني، في تصريح لهسبريس، إلى أن "الانفتاح على السلاح الروسي يحمل أيضاً رسائل إلى الجزائر؛ إذ سيزداد تموقع المغرب قوة في مناخ إقليمي مضطرب"، مضيفا أن المغرب بات اليوم رقما صعبا على مستوى تنظيم مناورات عسكرية ضخمة، باعتباره أول بلد عربي وإفريقي يحصل على عضوية الحلف الأطلسي.