وجد إدريس الأزمي، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، نفسه في موقف مُحرج، صباح اليوم، حينَ منَعه مجموعة من نقابيي الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، الذراع النقابية لحزب "المصباح"، من الكلام في التجمّع الذي نظمته النقابة وسط الرباط، بمناسبة اليوم العالمي للعمال. وبمجرد ما طلب أحد المنظمين من إدريس الأزمي تناول الكلمة، انتفض مجموعة من النقابيين في وجهه، ورفعوا شعارات طالبوا فيها بالتمييز بين العمل النقابي والعمل السياسي، وكاد الأمر يتحوّل إلى مشادّة؛ ما أجبر رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية على لزوم مكانه. قياديو نقابة حزب العدالة والتنمية حاولوا نزْع التوتّر الذي تسبب فيه الأزمي، وتدخلوا لدى المحتجّين ضدّه، مطالبين إياهم بالسماح له بالحديث، وهو ما تأتّى له في النهاية، لكنَّ بعض النقابيين انسحبوا. "لا للسياسة هُنا. ما يجمعُنا هو النقابة ولا علاقة للحزب بنا. نحن هم القاعدة"، يقول نقابي قبل أن ينسحب. إدريس الأزمي دافع، خلال الكلمة التي ألقاها، عن الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية، قائلا إنها حققت الشيء الكثير على المستوى الاجتماعي، داعيا النقابات العمالية والحكومة إلى استئناف الحوار الاجتماعي، "لأنّ هناك عددا من نقاط الالتقاء يمكن أن يتفق عليها الطرفان". في المقابل، وجّهت النقابة العمالية لحزب العدالة والتنمية انتقادات لاذعة إلى حكومة العثماني، سواء فيما يتعلق بالعرض الذي اقترحته على المركزيات النقابية بخصوص الزيادة في الأجور، أو في الجانب المتعلق بحصيلتها على مستوى القطاع الاجتماعي. عبد الله عطاش، رئيس المجلس الوطني للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، قال إنَّ التقييم العام لمسار الحوار الاجتماعي والخلاصات التي تمخضت عن عملية التفاوض "تبقى بعيدة عما كان متوقعا"، مضيفا: "دخلنا الحوار الاجتماعي بنيّة صادقة، وكنا نأمل تحقيق نتائج طموحة تخدم الشغيلة، لكن للأسف لم يحصل شيء من ذلك". ورفع مناضلو الذراع النقابي لحزب العدالة والتنمية، القائد للأغلبية الحكومية، شعارات قوية في وجه الحكومة، متهمين إيّاها بالمناورة، والتهرب من الاستجابة لمطالب الطبقة العمالية. وقال عطاش: "الملف المطلبي الذي طرحناه على طاولة الحوار مع الحكومة لا يتضمّن مطالب مُعجزة أو غير قابلة للتحقق. لم نطالب بزيادة في الأجور بنسبة 50 في المئة. بل طالبنا فقط بالحدّ الأدنى، مُراعين الوضعية الاقتصادية للبلد، لكن الحكومة للأسف لم تستجب لهذه المطالب القابلة للتحقق". ووصف رئيس المجلس الوطني للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب العرْض الذي قدمته الحكومة للنقابات العمالية ب"الهزيل"، قائلا: "العرض الذي قمته الحكومة لا يرقى إلى مستوى طموحاتنا، ويقلّ بكثير عن العرض الذي قمته لنا الحكومة السابقة". وكان سعد الدين العثماني قد عرض على النقابات العمالية، قبل أيام قليلة من اليوم العالمي للعمال، زيادة في أجور الموظفين المصنفين في السلم 6 إلى السلم 10، وزيادة 100 درهم في التعويضات العائلية، لكن النقابات العمالية رفضت هذا العرض.