في خطوة تصعيدية، عبر طلبة الطب بكلية الدارالبيضاء عن استعدادهم لخوض سنة بيضاء، معتبرين إياها أرحم من الأوضاع الحالية التي تعيشها الكلية، من غياب للأساتذة وتواصلٍ لمسلسل استقالات الأطر الطبية، بعد مغادرة أزيد من 100 أستاذ بين سنتي 2004 و2017. وأضافت التنسيقية الوطنية لطلبة الطب بالمغرب، في بيان لها، أن "المعركة النضالية التي يخوضها أساتذة الطب من أجل تصحيح الأوضاع تهم الطلبة كذلك"، مسجلة انخراطهم المبدئي فيها، واستعدادهم دعم كافة الخطوات النضالية التي سيقررها الأساتذة، "دفاعا عن المستشفى الجامعي ابن رشد، وعن كلية الطب والصيدلة بالدارالبيضاء". وأكد البيان الذي عنون ب"السنة البيضاء أرحم"، العزم على التنسيق مع مكتب طلبة الصيدلة وجمعية الأطباء الداخليين والمقيمين، "لدراسة سبل دعم النضالات وتسطير برنامج تصعيدي موحد"، داعيا طلبة السلك الثاني إلى "حمل الشارة السوداء داخل المصالح الاستشفائية ابتداء من اليوم الأربعاء، للتعبير عن رفض الأوضاع الحالية". وحمل البيان ذاته وزارتي الصحة والتعليم مسؤولية ما قد يترتب عن الخطوات النضالية القادمة، من تأثير على السير العادي للامتحانات، مشددا على ضرورة فتح باب الحوار مع الأساتذة وتنفيذ مطالبهم العادلة. وفي السياق ذاته قال رفيق العسال، الكاتب العام للتنسيقية الوطنية لطلبة الطب بالمغرب: "البيان جاء لدعم أساتذتنا بعد عزمهم خوض الإضراب، لأن مطلب الزيادة في عدد المدرسين يهمنا جميعا، ويأتي كذلك ردا على محاولات وزارة الصحة الإيقاع بين الطلبة والأساتذة". وأضاف العسال، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "اجتماع طلبة وأساتذة الطب كشف استعداد الجميع للتصعيد في حال استمر الوضع على ما هو عليه، إذ سيقاطع الأساتذة مناقشات شهادات الدكتوراه، كما أننا مستعدون لمقاطعة التداريب الاستشفائية، وتنفيذ وقفات احتجاجية، مع إمكانية الاعتصام بالكلية". وعزا المتحدث ذاته "مشكل الاستقالات المتتالية للأساتذة إلى الضغط الذي تمارسه عليهم الوزارة عبر خلق أجواء عمل سيئة، من أجل ثنيهم عن مواصلة التدريس بالقطاع العمومي، ودفعهم إلى الالتحاق بكلية محمد السادس الخاصة لعلوم الصحة، التي تشكو من خصاص في الأساتذة". وأكد العسال أن "السنة البيضاء يحددها الأساتذة، فإن هم قاطعوا الامتحانات فلا محيد عنها"، موردا أن "الطلبة يعتبرونها أرحم مما يجري حاليا"، وزاد: "حتى لو نجحنا فمعطى صفر منصب ينتظرنا، إذ لم تفتح وزارة الصحة أي منصب شغل في مركز ابن رشد لهذه السنة". وتجدر الإشارة إلى أن أساتذة كلية الطب والصيدلة بالدارالبيضاء، المنضوين تحت لواء النقابة الوطنية للتعليم العالي، كانوا قد عبروا في وقت سابق عن تذمرهم من الوضعية التي آلت إليها المؤسسة سالفة الذكر، دون تدخل من الجهات الوصية، بما فيها وزارة التعليم العالي ووزارة الصحة، معلنين عزمهم مقاطعة امتحانات احتجاجا على صمت المسؤولين.