اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الأربعاء، بعدة مواضيع أبرزها، تداعيات التصعيد الإسرائيلي بمناسبة احتفاء الفلسطينيين بذكرى "يوم الأرض"، والاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية بهذا الخصوص، والتلويح الأمريكي بسحب قواته من سوريا، والمشهد اليمني، ومؤتمر "سيدر" بباريس لدعم لبنان، وقمة أنقرة الثلاثية. ففي مصر، ركزت الصحف اهتمامها على البيان الصادر عن الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين، أمس بالقاهرة، مستحضرة ما جاء فيه من دعوة موجهة الى مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة والأمين العام الأممي، بغرض اتخاذ الإجراءات اللازمة لتشكيل لجنة تحقيق دولية في الاعتداءات على المتظاهرين الفلسطينيين في ذكرى "يوم الأرض". وفي هذا السياق، كتبت صحيفة (الجمهورية)، في مقال بقلم أحد كتابها، أن الدول العربية "دفعت ثمنا فادحا عندما وقعت في مستنقع الحروب الأهلية والصراعات الداخلية التي استدرجتها إليها القوى الاستعمارية المتحالفة مع إسرائيل بهدف تدمير الجيوش العربية وتبديد ما بقي من التضامن العربي، وافتعال جبهات أخرى غير الجبهة مع إسرائيل واختراع أعداء وهميين غير العدو الذي يحتل الأرض العربية ويخطط للمزيد من التوسع". كما أن هذا العدو، يضيف كاتب المقال، يهدد كل محاولات الدول العربية للنهوض، "مدعما بما تقدمه الولاياتالمتحدةالأمريكية من مساعدات عسكرية واقتصادية وسياسية تدرك جيدا أنها موجهة ضد من تصفهم علنا بالأصدقاء العرب في حين تخطط سرا لإضعافهم وتبديد كل عناصر القوة العربية أمام عجز عربي شبه كامل"، وهو ما "عبر عنه" اجتماع مجلس جامعة الدول العربية بالقاهرة، أمس، على مستوى المندوبين للنظر في المذبحة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين نساء وأطفالا وشبابا لمجرد تعبيرهم عن حقهم المشروع في العودة لأراضيهم وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس العربية. وفي السعودية، توقفت يومية (الرياض)، في افتتاحيتها، عند الاتصال الذي أجراه العاهل السعودي الملك سلمان مع الرئيس الأمريكي أمس، وقالت إن العلاقات بين الرياضوواشنطن "تمثل ما يمكن وصفه بعمود التوازن في المنطقة"، مؤكدة أن العلاقات بين "البلدين الصديقين، تحولت إلى شراكة استراتيجية تعتمد على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والسعي للعمل معا لدعم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم". وبحسب الافتتاحية، فإن "التفاهم السعودي الأمريكي على العديد من القضايا، ومنها الموقف من الميليشيات الحوثية التي تواصل اعتداءها بدعم إيراني وضرورة التصدي للخطر القادم من طهران وتقدير واشنطن لجهود المملكة في هذا الشأن (...) تمثل في مجملها رسالة قوية مفادها بأن الرياضوواشنطن تعملان بجدية للحد من أي مغامرات إيرانية من شأنها العبث بأمن واستقرار دول المنطقة". وعلى صعيد آخر، قالت صحيفة (اليوم) إن "المقاومة الإيرانية دعت الشعب وخاصة الشباب، للاحتجاج على قيود الإنترنت وإغلاق نظام المرشد ووسائل التواصل الاجتماعي مثل تلغرام، كما طالبت في ذات الوقت، مجلس الأمن الدولي والدول الأعضاء والهيئات الدولية ذات الصلة، مثل الاتحاد الدولي للاتصالات، إلى اصدار إدانة قوية للنظام بسبب قرصنة الإنترنت وقمع الاتصالات الذي يعد خرقا للمعاهدات الدولية". وأوردت مضامين بيان لمجلس المقاومة الإيرانية أكدت من خلالها أن النظام الإيراني "يسعى إلى زيادة القيود على الانترنت وحجب مواقع التواصل الاجتماعي مثل تلغرام، زاعما أن ذلك يمنع تصعيد الانتفاضة وانتشار حالات النهوض والاحتجاجات الشعبية التي تتسع كل يوم في أنحاء مختلفة من البلاد". وفي قطر، توقفت صحيفتا (الراية) و(الشرق)، في افتتاحيتيهما، عند الاجتماع الطارئ الذي انعقد أمس بمقر الجامعة العربية لبحث ما قامت به قوات الاحتلال من عمل همجي ضد الفلسطينيين العزل الذين شاركوا في مسيرة العودة الكبرى، مشيرتان الى أنه مع تأكيد أهمية ما اتخذ من قرارات، خاصة ما يتصل بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في هذا الأمر ، فإن المطلوب الآن الانتقال من مجرد الإدانة الى "وضع إستراتيجية عربية لمواجهة خطط اسرائيل ومن يدعمها". وأضافت أن تنكيل الاحتلال الإسرائيلي بالمتظاهرين "لابد أن ينظر إليه على أنه ليس مصادفة"، وإنما يأتي كتوطئة ل"لإعلان المرتقب عن نقل السفارة الأمريكية رسميا إلى القدسالمحتلة". كما استحضرت الصحيفتان ما جاء في كلمة قطر من "تأييد لخطوات تشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في هذه الانتهاكات"، وتجديد تأكيد "موقفها الثابت والدائم في دعم القضية الفلسطينية"، وكذا دعوتها الشعب الفلسطيني بكافة فصائله إلى "التمسك بخيار الوحدة وتغليب المصلحة العليا على أي حسابات شخصية أو مصالح ضيقة وتحقيق المصالحة الوطنية". وفي سياق متصل، نشرت صحيفة (الوطن) مقالا تحت عنوان "الحماية والذهاب للجنائية الدولية"، أكد كاتبه انه قد بات من الضروري التوجه "فورا ودون تردد" لتقديم شكوى نافذة الى محكمة الجنايات الدولية للنظر في جرائم الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين، والعمل من أجل "إحياء مطلب توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة" باستصدار قرار "إرسال قوات دولية"، مذكرا بان هذه الفكرة التي سبق طرحها إعلاميا فقط من قبل منظمة التحرير الفلسطينية والجامعة العربية، كانت جوبهت برفض فوري من دولة الاحتلال والإدارة الأمريكية، بالرغم من أنها لم تكن أخذت طريقها للطرح العملي على المستويات الدولية المسؤولة. واعتبر كاتب المقال ان طرح الفكرة، "وإن كانت صعبة التحقيق في الوقت الراهن بسبب الرفض الأمريكي لها"، إلا أنها "مسألة غاية في الأهمية"، إذ تتضمن في طيها، براي الكاتب، "تقديم المبادرة السياسية المضادة لما تروجه الرواية "الإسرائيلية" بشأن ما يجري في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة"، وهو ما قد يفي ب"تحريك المجتمع الدولي، والضغط السياسي على إسرائيل لوقف عربدتها وسلوكها الفاشي اليومي ضد الشعب الفلسطيني الأعزل". وفي الأردن، نشرت صحيفة (الدستور) مقالا لأحد كتابها، أكد فيه أن إعلان الرئيس الأمريكي عن رغبته سحب ألفي جندي أمريكي من سوريا، "قد لا يكون قرارا نهائيا، خصوصا أن إدارات عسكرية وأمنية في الولاياتالمتحدة ضد هذا القرار لاعتبارات تتعلق بتقييمات الوضع في سوريا والإقليم". ويرى كاتب المقال أن الكلام عن انسحاب كامل للجنود الأمريكيين في سوريا، "مجرد تكتيك تتورط فيه إدارة واشنطن لاعتبارات مختلفة"، وأن "كل ما يمكنها فعله في هذا التوقيت"، يضيف الكاتب، هو "أن تعيد التموضع، وتسحب عددا محدودا جزئيا، من قواتها في أحسن الحالات، دون أن يخل ذلك بوجود قواعد عسكرية لها، قائمة حاليا، في شمال سوريا، ومواقع أخرى". وفي الموضوع ذاته، كتبت صحيفة (الرأي) في مقال بعنوان "قمة أنقرة الثلاثية.. أسئلة مفتوحة على مشهد متوتر!"، أن قمة أنقرة التي تلتئم اليوم، بمشاركة قادة الدول الثلاث الضامنة لمسار (أستانا)، "تكتسب أهمية استثنائية، بعد التطورات الدراماتيكية المتلاح قة التي شهدتها ساحات الأزمة السورية والمناورات السياسية والدبلوماسية التي رافقتها". وأشارت إلى أن هذه القمة "تلتئم وسط أجواء دولية وإقليمية مشحونة، وفي الوقت نفسه وسط توافق وانسجام لافتين بين مواقف موسكو وأنقرة"، مضيفة أن ما سيصدر عن القمة "سيؤشر- ضمن أمور أخرى - على مدى التوافق بين أضلاعها الثلاثة، وعن الأفق المفتوح أو المغل ق أمام الأزمة السورية"، التي ينبغي "من الحكمة التروي قبل القول إنها باتت على س كة الحل السياسي". وفي الشأن المحلي، أوردت صحيفة (الغد) أنه بعد جدل موسع وجلسات متواصلة ونقاش مستفيض، أقر مجلس النواب أمس مشروع قانون المسؤولية الطبية والصحية الذي تم بموجبه منع "الموت الرحيم"، ووضع توصيف معياري للقواعد المهنية الطبية والصحية، وتوفير حماية قانونية للمرضى في حال حدوث خطأ طبي. وفي البحرين، كتبت صحيفة (أخبار الخليج)، تحت عنوان "حق العودة لم تطمسه دموية الاحتلال"، أن الجريمة الدموية التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي على حدود قطاع غزة مع فلسطينالمحتلة يوم الجمعة الماضية وأدت إلى استشهاد ستة عشر فلسطينيا وإصابة أكثر من ألف وخمسمائة آخرين بجروح مختلفة جراء إطلاق الرصاص الحي عليهم، هي "بالتأكيد لن تكون الأخيرة طالما بقي المجرم حرا طليقا يفعل ما يشاء وكيف ووقت ما يريد مع الضحايا الأبرياء". وأضافت الصحيفة أن "الغطاء و الدعم الأمريكي للسياسة الإجرامية" التي ينتهجها قادة الكيان الصهيوني في تعاطيهم مع المطالب المحقة والمشروعة للشعب الفلسطيني، هي بمثابة "الضوء الأخضر لآلة البطش والإجرام الصهيونية للعدوان على الشعب الفلسطيني، والتي لم تتوقف منذ نشأة هذا الكيان على أرض فلسطين قبل سبعين عاما". وأبرزت أنه في هذا "اليوم الدموي الجديد في تاريخ النضال الوطني للفلسطينيين، يجدد الشعب الفلسطيني مرة أخرى تمسكه بحقوقه التاريخية المشروعة، وفي مقدمتها حقه التاريخي في وطنه وأملاك أجداده وآبائه"، مضيفة أن القمع الدموي الذي مارسته سلطات الاحتلال تجاه المتظاهرين لم يعد سلوكا ولا أعمالا مخيفة بالنسبة للشعب الفلسطيني. وعلى صعيد آخر، أبرزت صحيفة ( البلاد) أن "قوات الجيش الوطني اليمني أحرز تقدما ميدانيا في جبهة الظاهر شمال غرب محافظة صعدة، مقتربة بذلك من مسقط رأس زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي في مران الذي لم يعد يفصلها عنه سوى أقل من 15 كيلومترا". ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري في الجيش اليمني تأكيده أن "مديرية الظاهر شهدت معارك عنيفة بين قوات الشرعية المسنودة بطيران تحالف دعم الشرعية وبين الحوثيين خلال الأيام القليلة الماضية، لقي فيها أكثر من 113 عنصرا من الميليشيات مصرعه وجرح آخرون". وفي لبنان، تطرقت صحيفة (النهار) لاستلام رئيس الجمهورية، ميشال عون، دعوة رسمية من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، للمشاركة في القمة العربية التاسعة والعشرين المقرر عقدها في 15 أبريل الجاري بمدينة الظهران، مستحضرة ما جاء فيها من ان "مشاركة الرئيس عون شخصيا في هذه القمة، سيكون لها بالغ الأثر في إنجاحها"، وما عبرت عنه أيضا من أمل في أن تساهم القمة "في تعزيز العمل العربي المشترك، والتصدي للتحديات". وفي موضوع آخر، كتبت (الجمهورية) أن الأنظار تتجه إلى باريس التي يسافر إليها اليوم وفد كبير برئاسة رئيس الحكومة، سعد الحريري للمشاركة بعد غد الجمعة في مؤتمر "سيدر" لدعم لبنان اقتصاديا وماليا، حيث سيطرح لبنان برنامجه الاستثماري لإعمار وتأهيل البنية التحتية الذي تبلغ قيمته 16 مليار دولار . وأضافت الصحيفة أنه في الوقت الذي يطالب فيه لبنان بتمويل مشاريع يقترحها لتأهيل البنى التحتية "يتبين أن هناك لائحة تضم 40 مشروعا لا تزال عالقة في الأدراج"، بسبب ما وصفته ب"الإهمال الرسمي"، مسجلة أن كلفتها تبلغ "نحو 4 مليارات دولار"، إلا أنه في الوقت الذي "يتوافر لها التمويل من مصادر مختلفة دولية وعربية، ينقصها نحو 700 مليون دولار التي تمثل حصة الدولة عبر تمويل من الخزينة" .