احتشد عددٌ من رجال ونساء التعليم، اليوم الجمعة، أمام الباب الرئيسي للمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بخريبكة، مردّدين شعارات عديدة؛ من ضمنها "هذا العجب، والإضراب ولّا غياب"، و"الإضراب حق مشروع، والمدير مالو مخلوع"، و"التعليم اخدمناه، وشي خير ما شفناه"، و"الاستفسارات والاقتطاعات، تؤجج النضالات"، و"ما حشمتو ما راعيتو، والاستفسارات اللي رسلتو"، و"استفسارات كاذبة والشغيلة غاضبة"، و"حركة محلية، لتنفيس الوضعية"، و"زيرو الحرة الانتقالية". كما رفع المحتجون لافتات كُتب عليها "لا لاستفسار العار الموجه ضد الإضراب"، و"لا للدعوة الانتقامية المقيتة لمسك الاقتطاع من رواتب المضربين في برنام مسير 2"، و"لا لضرب الحقوق والحريات النقابية"، و"لا لتبخيس العمل النقابي"، و"لا للإجهاز على الحق في الإضراب"، و"نتشبث بإجراء حرمة محلية تنصف ضحايا الحركات الماضية"، و"رفضنا التام لتعديلات المديرية الإقليمية لمذكرة الفحص الطبي المضاد، ونحتج على عدم التزامها بما تم الاتفاق عليه في اجتماع اللجنة الإقليمية". وبشكل مفاجئ، قرّر المشاركون في الوقفة تحويلها إلى مسيرة احتجاجية؛ وهو ما أثار استنفار القوات العمومية لمنع الغاضبين من الابتعاد عن مكان الاحتجاج المصرّح به لدى السلطات، غير أن تواصُلا سريعًا جرى بين المنظّمين والمسؤولين الأمنيين أفضى إلى السماح بتنظيم مسيرة احتجاجية قصيرة لا تتجاوز مسافتها 100 متر عبر الزقاق المحاذي لمقر المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية. وختم الغاضبون مسيرتهم الاحتجاجية بولوج مقر المديرية، حيث رفعوا شعارات مطالبة برحيل المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بخريبكة؛ من ضمنها "الرحيل، والشغيلة عندها البديل"، و"مادار والو، المدير يمشي فحالو"، و"التعليم عندو ناسو، والمدير يفهم راسو"، و"تكاد، ولا خوي لبلاد"، و"هز مدير وحط مدير، لا إصلاح لا تغيير، غير الهضرة وندير ندير"، و"القانون اخرقتوه، والتعليم ضيعتوه"، و"مع المدير ما مصالحينش، حتى يسحب الاستفسارات، ويقدم الاعتذارات". وتأتي الوقفة الاحتجاجية استجابة لمضامين بيان صادر عن النقابات التعليمية الخمسة الأكثر تمثيلية بإقليم خريبكة، وهي النقابة الوطنية للتعليم والجامعة الحرة للتعليم والنقابة الوطنية للتعليم والجامعة الوطنية للتعليموالجامعة الوطنية للتعليم التوجه الديمقراطي، من أجل التنديد باستفسارات توصل بها المشاركون والمشاركات في إضرابات سابقة. وألقى عبد المجيد السناوي كلمة باسم التنسيق النقابي الخماسي، أشار من خلالها إلى أن "سبب الاحتجاج يعود إلى توصل المشاركين في إضرابات أقرتها النقابات التعليمية الأكثر تمثيلية باستفسارات غير قانونية، في خرق سافر للمقتضيات الدستورية"، مؤكّدا أن "مديرية خريبكة هي المديرية الوحيدة التي قامت بهذا الإجراء التعسفي، وبالتالي فإنها تعادي الحريات النقابية وتضرب في العمق العمل النقابي المسؤول والجاد، إضافة إلى معاناة الشغيلة بالإقليم مع تعقيد مسطرة الفحص المضاد". وأضاف المتحدث ذاته أن "النقابات المشاركة في الشكل الاحتجاجي ترفض رفضا مطلقا الإجابة عن الاستفسارات العار، وتعتبر الإضراب حقا دستوريا تكفله المواثيق الوطنية والدولية، وتطالب المضربين والمضربات بعدم الإجابة عنها"، رافضا في الوقت ذاته "التعديلات التي أدخلتها المديرية الإقليمية بخريبكة في المذكرة المحلية حول الفحص المضاد، وتملص المدير الإقليمي من تنفيذ وعوده السابقة حول الموضوع"، مشدّدا على تشبث المحتجين بالحركة الانتقالية المحلية بالإقليم وإنصاف ضحايا الحركات السابقة". وبحثا عن توضيحات من الإدارة المعنية، حاولت جريدة هسبريس الإلكترونية ربط الاتصال بالمدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بخريبكة؛ غير أن هاتفه ظل خارج التغطية، فيما أوضح مصدر بالمديرية ذاتها أن المسؤول الأول عن تدبير الشأن التعليمي بخريبكة يُجري في الفترة الزوالية زيارة تفقدية لتلاميذ أصيبوا في حادثة سير خارج مدينة خريبكة، ويتعذر في الوقت الراهن الإدلاء بتوضيحات حول احتجاج النقابات التعليمية.