يبدو أن نيران تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستقف حجر عثرة أمام ملف أمريكا المشترك لاحتضان كأس العالم 2026، في ظل توقعات بخلق المغرب المفاجأة وتنظيم هذا العرس الكروي العالمي للمرة الثانية في القارة الإفريقية. ومع اقتراب موعد إعلان البلد المنظم لمونديال 2026، يشتد التنافس بين المرشحين لاحتضان هذا العرس الكروي العالمي، وهما أمريكاوالمكسيك وكندا من جهة، والمغرب من جهة ثانية. ونظريا تبدو حظوظ ملف أمريكا أقوى من المغرب، نظرا لما يتوفر عليه بلد "العم سام" من بنية تحتية قوية، فضلا عن تنظيمه نسخة كأس العالم سنة 1994، في حين يترشح المغرب للمرة الرابعة من أجل احتضان هذا العرس الكروي العالمي. ويُعول المغرب كثيرا على احتضان هذه المسابقة العالمية الكبرى، التي كان قريبا جدا من تنظيمها سنة 2010. ويبدو أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المثير للجدل حول إفريقيا قد تقلب موازين القوى لصالح المغرب، خاصة بعدما وصلت شظاياها إلى أعلى هيئة كروية في العالم (فيفا). وكان دونالد ترامب وصف بعض الدول التي ينحدر منها العديد من المهاجرين، خاصة من إفريقيا وهايتي، بلفظ قاس، ما أثار موجة من الغضب. علاوة على ذلك فإن الرئيس الأمريكي حظر سفر مواطني 6 دول ذات أغلبية مسلمة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية. رسالة مبطنة لترامب وفي السياق نفسه قال رئيس "الفيفا"، جياني إنفانتينو، في ما يُشبه رسالة مبطنة إلى ترامب: "يجب أن يُسمح لكل منتخب يتأهل إلى كأس العالم، بما في ذلك معجبوه ومسؤولوه، بدخول البلد المُنظم"، وأضاف وفق ما أشار إليه موقع " N-TV" الألماني: "وإلا فلن يكون هناك كأس العالم..هذا أمر واضح". ويرى الموقع الألماني أن رئيس "الفيفا" يُحاول تحسين سمعة مؤسسته، التي تلطخت تحت رئاسة السويسري جوزيف بلاتر، بالإضافة إلى الشكوك التي لازالت تحوم حول أحقية كل من روسيا وقطر في تنظيم كأس العالم 2018 و2022 على التوالي. رب ضارة نافعة وحسب المصدر نفسه فقد يستفيد المغرب من التصريحات المنسوبة إلى ترامب، إذ من الممكن أن تُصوت العديد من الدول الإسلامية والآسيوية لصالحه؛ فضلا عن العديد من الدول الإفريقية التي أصدرت في وقت سابق بيانا شديدة اللهجة وطالبت من الرئيس الأمريكي "الاعتذار". بالإضافة إلى ذلك عبر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السابق، جوزيف بلاتر، عن دعمه الصريح لملف المغرب. وعلى الورق يبدو ملف أمريكا أقوى بكثير من المغرب، إذ تتوفر أقوى دولة في العالم على 31 ملعبا يستوفي معايير "الفيفا"، كما أنها تمتلك خبرة كبيرة في تنظيم تظاهرات رياضية عالمية كبيرة. وبالإضافة إلى ذلك يُمثل تواجد المكسيك وكندا عنصر قوة، إلا أن صورة أمريكا في عهد ترامب تضررت كثيرا، وهو ما قد يخدم المغرب، حسب العديد من المراقبين. البنيات التحتية في المغرب؟ ويُشير الموقع الألماني إلى أن قدرة المغرب على تنظيم تظاهرة عالمية من حجم كأس العالم يبقى السؤال الأهم، فالبلد الإفريقي يعيش أوضاعا اقتصادية صعبة، كما أن رقعة الاحتجاجات ضد الحكومة تتسع في العديد من المناطق، ويُضيف أن بنية المغرب التحتية حاليا ليست في مستوى تظاهرة كروية كبيرة بحجم كأس العالم، إلا أن تصريحات ترامب قد تُغير الموازين وتخلق المفاجأة. فهل ينجح المغرب في تعويض خيباته السابقة وينتزع شرف تنظيم المونديال للمرة الثانية في تاريخ القارة السمراء؟ سؤال ستجيب عنه بالتأكيد الأيام القادمة. * ينشر بموجب اتفاقية شراكة مع DW عربية