توفي الأربعاء (14 مارس 2018) عالم الفيزياء البريطاني الشهير ستيفن هوكينغ عن عمر يناهز 76 عاماً، بحسب ما أعلنت عائلته. وكان هوكينغ يعاني من مرض التصلب الجانبي الضموري منذ كان في الحادية والعشرين من عمره. لم يمنع هذا المرض، الذي أصابه بشلل تام، هوكينغ من أن يصبح أحد أعظم علماء الفيزياء المعاصرين وأن يتحدى التوقعات التي لم تكن تمنحه سوى بضع سنوات من الحياة بعد إصابته بهذا المرض العضال، إذ كان هوكينغ لا يستطيع التكلم إلا بواسطة جهاز كمبيوتر بصوت اصطناعي تحول إلى سمة مميزة له. ولازم هوكينغ كرسياً متحركاً معظم سنوات حياته ودفعه المرض إلى العمل بجد أكبر. لكنه أدى لانهيار زيجتيه كما كتب في مذكراته (تاريخي المختصر) التي صدرت عام 2013. التصلب الجانبي الضموري هو مرض عصبي انتكاسي يصيب الخلايا العصبية الحركية لدى الشخص البالغ. ويقود المرض إلى تحطيم الخلايا العصبية وشلل العضلات. ولا يتمكن المصابون من تحريك أجسامهم ويعانون من صعوبة البلع وضعف القدرة على التكلم والتنفس، كما ذكر موقع مجلة "فوكوس" الألمانية. لكن الوعي والذكاء عند المريض يبقى محافظاً على مستواه الطبيعي. وبالفعل - كما ذكر الأطباء لهوكينغ - يموت نحو نصف المرضى بهذا المرض خلال السنوات الثلاث الأولى بعد إصابتهم به، ولذلك كان هوكينغ يعد حالة خاصة من هذه الناحية. ويموت المرضى على الأغلب بسبب عدم قدرتهم على التنفس. وذكر هورست غانتر، رئيس الجمعية الألمانية الاتحادية لأمراض العضلات، لمجلة "فوكوس" أن هنالك "أنواعاً مختلفة من مرض التصلب الجانبي الضموري، وأن نوع المرض عند هوكينغ كان نادراً جداً وبطيء التطور". ولا يُعرف الكثير عن أسباب المرض الرئيسية أو كيفية عمله. ويظهر المرض غالباً بصورة مفاجأة عند المريض، بينما يظهر المرض وراثياً عند نحو 10 في المائة من المرضى. هذا ولا يمكن علاج المرض نهائياً، نقلا عن مجلة "فوكوس"، ولكن يمكن منذ عام 1997 إبطاء مساره عبر استخدام دواء "ريلوزول". وفي عام 2017 وافقت هيئة الأدوية الأمريكية على استخدام دواء "إدارافون" ضد المرض، ويمكن لهذا الدواء أيضاً إبطاء مساره. يذكر أن أكثر المصابين بالمرض هم من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و70 عاماً، وهنا كان العالم البريطاني هوكينغ حالة نادرة أيضاً، إذ أصيب بالمرض وهو في سن الحادية والعشرين. * ينشر وفق اتفاقية شراكة مع DW عربية