تمكن اليسار الفرنسي بمختلف تلوينا ته وبزعامة الحزب الاشتراكي الحزب يومه 25 شتنبر 2011 الفوز بأغلبية مريحة بمقاعد مجلس الشيوخ، ليربك الحقل السياسي الفرنسي، ويبعثر أوراق الحزب الحاكم واليمين المساند له. وسيتيح هذا الفوز لليسار أن يلعب دور المعارض للقوانين التي ستعرض على مجلس الشيوخ للمصادقة مما سيعرقل مشاريع الحكومة طيلة المدة المتبقية للانتخابات الرئاسية، كما سيعمل على اقتراح قوانين جديدة ، والعمل على تعديل القوانين الحكومية المقدمة للمجلس، رغم أن الكلمة الأخيرة هي بيد الجمعية الوطنية التي يتحكم فيها الحزب الحاكم. فالقيمة الرمزية التي يتمتع بها رئيس مجلس الشيوخ تخول له الحضور بقوة في التعيينات بالمجلس الأعلى للقضاء وبالمجلس الدستوري، كما يعتبر الشخصية الثانية في الدولة بعد رئيس الدولة ساركوزي للحضور في الاحتفالات الرسمية . وقد عبر فرانسوا هولوند (الصورة) بقوله أن " الضحية هذا المساء هو القانون الذهبي" الذي يريد ساركوزي تمريره، فالحزب الاشتراكي سيمارس صلاحياته التي يخولها له القانون والمتمثلة في مراقبة المجلس التنفيذي/ الحكومي ، وذلك بتشكيل لجان تقصي الحقائق حول القضايا التي يهم الدولة. وحسب الإحصائيات الأولية ، فالحزب من أجل الجمهورية الحاكم والذي ينتمي إليه ساركوزي حصل على 127 مقعدا ، أما الحزب الاشتراكي فقد حصد 122 مقعدا ، فاليسار بكل أطيافه تمكن من الحصول على 172 مقعدا، أما اليمين فلم يحصل إلا على 166 مقعدا. تعتبر هاته النتائج صادمة وقاسية في نفس الآن على الحزب الحاكم . هذا الفوز يعتبر بمثابة الطريق نحو التغيير، ونحو بداية نهاية اليمين ليعود اليسار إلى الساحة بقوة بعدما يئس المواطن من سياسة الحكومة السائدة. [email protected]