انتهت احتفالية "الكأس الممتازة الإفريقية" بملعب كرة القدم في المركب الرياضي محمد الخامس، في مدينة الدارالبيضاء، بين نادي الوداد الرياضي و"Tout puissant Mazembe"، المتوجين في آخر منافستَين قاريتين ل"العصبة" و"الكاف"، على التوالي، بحصة 1-0 لصالح الفريق المغربي. واستُبق اللقاء بتصريحات لفوزي البنزرتي مدرب الوداد، وأخرى لميهايو كازيمبي مدرب "تي.بي. مازيمبي"، قال فيها المسؤول عن لاعبي النادي البيضاوي إن "الفريق الكونغولي لم يعد مرعبا"، بينما شدد الممسك بالدفة التقنية للمجموعة الكروية المستضافة في المغرب، خلال الندوة الصحافية الممهّدة للمواجهة، على أن "مازيمبي جاء ليتفوق على الوداديين في معقلهم". الصدام الكروي المغربي الكونغولي تكلفت بإدارته صافرة الزامبي جاني سيكازوي، أمام مدرجات استقطبت حضورا غفيرا غطاها باللونين الأحمر والأبيض، وافتتحت بضغط ودادي على خط دفاع الخصم، بينما امتنع حكم الساحة عن إعلان ضربة جزاء للمحليين، في الدقيقة الثانية، رغم وضوح اعتراض مدافع ل"مازيمبي" الكرة بيده وسط "منطقة 18 مترا" لناديه، بينما تدخل حارس الكونغوليين بارتماءة انتحارية أمام شيكاتارا، في الدقيقة الثالثة، لقطع فرصة مغربية سانحة للتسجيل. وبرز استناد "تي.بي. مازيمبي" على المرتدات الهجومية لمحاولة مفاجأة دفاع الوداد والحارس زهير العروبي، فكانت أولى الفرص التي جرى شنها وفق هذا التكتيك في الدقيقة 10، بتبادل سريع للكرة قبل التسديد صوب الشباك البيضاوية، لكن تدخلا لابراهيم النقاش أوقف العملية؛ عقب اصطياده ركلة حرة لأصحاب الأرض والجمهور. الحارس الإيفواري سيلفان اغبوهو المحترف في "مازيمبي" تدخل مرة أخرى، في الدقيقة 13، لاعتراض تمريرة من الجناح الودادي الأيمن صوب رأس الحربة في ناديه، قاطعا فرصة خطيرة كادت تمنح السبق في النتيجة إلى الWAC، ممسكا بالكرة على بعد أقل من خمسة أمتار عن عرين الكونغوليين. بينما عاد ميزان القوة في المباراة، عقب انقضاء ربع الساعة الأول من زمنها، إلى التوازن بين المجموعتين المتنافستين على "لقب السوبر". المهاجم النيجيري شيسوم شيكاتارا، الحامل قميص الوداد، أهدر فرصة تسجيل في الدقيقة 23، بعد أخذ وردّ للكرة بين مدافعي الTPM، منهيا الهجمة بتسديدة نأت بقليل عن شباك النادي الضيف. وبتوالي الصدامات جاءت تسديدة من أمين تغزوي، في الدقيقة 33، ارتمى الحارس النادي الكونغولي لإبعادها وهي في طريقها للاستقرار أعلى الجانب الأيسر من مرماه. بينما الشيخ إبراهيم كومارا، المدافع الإيفواري الودادي، أخطأ استهداف الكرة برأسه، في الدقيقة 42 على بعد مترين من مرمى مازيمبي، حارما المغاربة من افتتاح حصة التسجيل بتمكين الكرة من مغادرة رقعة اللعب. الجولة الثانية من التباري على لقب "الكأس الإفريقية الممتازة" انطلقت بالإيقاع نفسه الذي ختم الشوط الأول، لكن أبرز فرصة للتهديف تأخرت إلى حدود الدقيقة 53، بركلة حرة ودادية نفذها تغزوي، على بعد 22 مترا من مرمى مازيمبي، تدخل الحارس لإبعادها خارج الميدان. عاد تغزوي ذاته إلى الانسلال بين دفاع الخصم، في الدقيقة 54، ليتعرض إلى عرقلة أسفرت عن ركلة جزاء أضاعها وليد الكرتي، إذ حرص على توجيه الكرة صوب الزاوية الأرضية اليمنى لمرمى مازيمبي، وهو الموضع نفسه الذي ارتمى نحوه الحارس سيلفان اغبوهو من أجل إحباط المسعى الودادي إلى البدء في هز الشباك. الحكم الزامبي عاد إلى إطلاق صافرته معلنا عن ركلة جزاء ودادية بعد اقتراف خطأ على شيكاتارا أمام مرمى اغبوهو، لكن استعمال "تقنية الفيديو" جعلت جاني سيكازوي يتراجع عن قراره، في الدقيقة 56، ويعيد الكرة إلى "تو بويسان مازيمبي" من أجل استئناف التنافس. تبادل الحملات الهجومية بين طرفي مقابلة "سوبر إفريقيا" تواصلت بين الجانبين دون خطورة واضحة، مع تركز التعاطي مع الكرة على مستوى وسط الميدان. ولاح بين كل ذلك إقدام تغزوي على الارتقاء أمام المدافعين عن مرمى اغبوهو، لاستلام تمريرة جانبية من زميله أليخاندرو كينتانا، بحلول الدقيقة 68 من المواجهة، لكنه سدد الكرة أعلى شباك النادي الكونغولي. وفي الدقيقة 78 حاول النهيري التسديد من بعيد، لكن محاولته فشلت في مبتغاها. ثم عاد النهيري إلى محاولة مماثلة، في الدقيقة 80، نالت نفس المصير. وضع مشجعو الوداد أيديهم على قلوبهم حين أعلن الحكم عن ضربة خطأ قريبة من مرمى مازيمبي، في الدقيقة 83، ليسددها اللاعب أمين تغزوي بنجاح، باصما على هدف ثمين ل"النادي الأحمر"، حين وضع الكرة في "الزاوية 90" يسار الحارس سيلفان اغبوهو، محبطا مساعي الخصم في جر الفريق المغربي نحو "ركلات الحظ". الدقائق الأخيرة من التباري على لقب "كأس السوبر" شدت الانتباه على الميدان باستماتة ودادية أمام الانتفاضة المازيمبية التي حاولت تعديل النتيجة، بينما المتعة حضرت في المدرجات باحتفالية المشجعين المغاربة عموما، والوداديين خصوصا، التي هتفت باسم "النادي الأحمر" المفلح في إضافة الكأس الإفريقية الممتازة إلى خزانة تتويجاته.