نظم عدد من سائقي سيارة الأجرة الكبيرة، اليوم الأربعاء، عبر مختلف جهات المغرب، احتجاجات بسبب ارتفاع أسعار المحروقات وتأثير ذلك على دخلهم اليومي دون تدخل الحكومة من أجل دعمهم كما وعدت بذلك قبل سنوات في عهد بنكيران. وفي مدينة الرباط، تجمع سائقو الطاكسيات بمحطة باب شالة رافعين شعارات منددة بارتفاع أسعار الگازوال، وقالوا إن هذا الارتفاع تسبب لهم في مشاكل مادية وأثر عليهم بشكل مباشر، بعد سنوات من تحرير قطاع الأسعار. وقال هؤلاء المهنيون إن ارتفاع أسعار المحروقات ارتفعت لتقارب 10 دراهم في الوقت الذي كان لا تتجاوز منذ سنوات سبعة دراهم؛ وهو ما جعل مصاريفهم ترتفع أمام تراجع مداخيلهم، ليتعمق هامش ربحهم أمام صاحب المأذونية. وحسب الهيئات النقابية المشاركة في هذا الشكل الاحتجاجي، فإن هذا الوضع دفع عدداً من المهنيين في سيارات الأجرة الكبيرة إلى رفع تسعيرة التنقل بعدة مدن وبداخل بعض المدارات الحضرية في ظل عدم تحرك الحكومة لدعمهم، كما وعدت سابقاً في حالة ارتفاع أسعار المحروقات. وقال أحمد صابر، الكاتب الوطني لنقابة مهنيي سيارة الأجرة التابعة للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، إن الحكومة "وعدت سنة 2013 بدعم المهنيين، لم نر هذا الدعم منذ كان المازوط سبعة دراهم، واليوم أصبح تقريباً عشرة دراهم، ويبدو أن الحكومة انتهجت التجاهل لتدفع المهنيين إلى رفع التسعيرة على المواطنين". وقد شارك في هذا الاحتجاج خمس جامعات للنقل تابعة لكل من نقابات الاتحاد المغربي للشغل والاتحاد العام للشغالين بالمغرب والاتحاد الوطني للشغل والكونفدرالية الديمقراطية للشغل والفيدرالية الديمقراطية للشغل. وأضاف صابر، في تصريح لهسبريس، إن مهنيي سيارات الأجرة الكبيرة يطالبون بسن قانون جديد ينظم القطاع عوض الظهير لعام 1963، وزاد قائلاً: "هذا القانون لم يعد صالحاً، ولذلك وجب سن قانون جديد بشكل توافقي بين المهنيين والحكومة من أجل تنظيم أفضل لقطاع ذات أهمية كبرى في البلاد". يشار إلى أن حكومة عبد الإله بنكيران وعدت، سنة 2013، مهنيي سيارات الأجرة بتخصيص دعم لهم خاص بالگازوال، لمساعدتهم على مواجهة التقلبات التي قد تعرفها أسعار هذه المادة بعد اعتماد نظام المقايسة. وقد اعتمدت الحكومة برنامجاً للدعم لتجديد وتحديث حظيرة سيارات الأجرة بصنفيها الأول والثاني، لتشجيع المهنيين على اقتناء سيارات جديدة أقل استهلاكاً للوقود تراعي المواصفات المطلوبة وتوفر شروط الراحة اللازمة؛ لكن بالرغم من استفادة عدد كبير من المهنيين من هذا البرنامج، فإنهم يؤكدون أن الدعم الموعود الخاص الگازوال أساسي وضروري لمواجهة الارتفاع المستمر في سعره في ظل نظام التحرير الذي اعتمدته المغرب، في إطار رفع الدعم عن المواد الأكثر استهلاكاً.